Site icon IMLebanon

هل يكون مخرج المأزق السياسي بالعودة الى «التوافقي»؟

هل يكون مخرج المأزق السياسي بالعودة الى «التوافقي»؟

نجاح مساعي الحريري مرهون باستجابة الأطراف لمقتضيات التسوية

يدرك رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري أن مساعيه لإزالة العقبات من أمام الاستحقاق الرئاسي ستواجه عثرات وعقبات لا يستهان بها، حيث برزت مؤشراتها منذ اليوم الأول لمشاوراته التي يجريها مع القيادات السياسية، لكنه رغم ذلك فإنه مصمم على القيام بهذه المساعي بعدما وصلت الأمور الى مرحلة بالغة الخطورة لا يمكن التساهل حيالها، ما يستدعي من باقي الأطراف تفهّم حراجة الظروف التي يمر بها البلد وملاقاة الحريري في منتصف الطريق، لإنجاح مهمّته وإفساح المجال أمام انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب يعيد إحياء المؤسسات ويفعّل دورها ويطوي صفحة الشغور والتعطيل المستمرة منذ ما يقارب السنتين ونصف السنة.

وإذا كان الرئيس الحريري هو المبادر دائماً لإخراج لبنان من أزماته، فإن التجربة التي تعاملت معها أطراف داخلية، سيّما «حزب الله» في ترشيح الحريري لرئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لا تبدو مشجّعة، من خلال المواقف الأولية التي أعلنت، عن إمكانية نجاح الحريري في إحداث الخرق المأمول في الجدار الرئاسي، خاصة وأن الرئيس نبيه برّي بعث برسائل لا تعبّر عن ارتياحه لأي توجّه محتمل من جانب رئيس المستقبل باتجاه النائب عون، كما وأن النائب فرنجية عكس بتغريدته رفضه الواضح لتبنّي الحريري لعون، فيما بدا النائب وليد جنبلاط متحفظاً على خيار انتخاب عون، إذا لم يكن على قاعدة توافق تحمي البلد من أيّ تداعيات محتملة إذا تمَّ انتخابه بغير التوافق.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، فإن نجاح الرئيس الحريري في إنجاز مهمّته وانتشال لبنان من أزمته، مرتبط الى حدٍّ بعيد بمدى الاستجابة لمساعيه من قِبَل الشركاء في الوطن، لأن تيار «المستقبل» لا يأتي وحده بالرئيس العتيد مهما كانت قوته، ما يعني أن بقية الأطراف السياسية وفي مقدمها «حزب الله» معنية مباشرة بالتسوية الموعودة، وبالتالي فهي مطالبة بالإستجابة لمقتضياتها والوقوف الى جانب رئيس «المستقبل» في مهمته الانقاذية، باعتبار أنه ثبت من خلال الوقائع منذ 25 أيار 2014، أن تيار «المستقبل» وحلفاءه ما تغيّبوا عن جلسات الانتخاب الرئاسي الـ«45» التي عقدت عتى الآن، وهذا يؤكد أن الطرف المعرقل للانتخابات الرئاسية هو الذي منع نوابه من حضور هذه الجلسات، ما يرفع عن الرئيس الحريري وفريقه السياسي أي تهمة بالتعطيل، خلافاً لكل ادعاءات الفريق الآخر، الذي يبدو أنه في اتجاه تعطيل مبادرة الرئيس الحريري الجديدة، بعدما أفشل المبادرة الأولى عندما تبنّى ترشيح النائب فرنجية للرئاسة الأولى.

والسؤال الذي يُطرح هل يُستعاد البحث عن مرشّح توافقي إذا أُسقط خيار عون، بعد سقوط خيار فرنجية؟

استناداً الى المعلومات المتوافرة لدى مصادر نيابية في تيار «المستقبل»، فإن المرشح التوافقي مشروع قائم، لكنه ينتظر نتيجة المشاورات التي يجريها الرئيس الحريري، وما إذا كان ممكناً أن تقبل القوى التي ما زالت تعرقل الانتخابات الرئاسية بهذا المشروع، بعدما رفضت مرشحاً بارزاً من 8 آذار وتتجه الى رفض المرشح الآخر، وإن كانت الممارسة لا تشجّع على تجاوب هذه القوى مع مساعي الحلحلة، لأنها غير مبالية بمصالح اللبنانيين ومؤسسات الدولة المنهارة.