IMLebanon

هل يجتمع عون وجعجع؟

هي المرة الاولى التي سيجتمع فيها تيار المستقبل وحزب الله على طاولة الحوار من الصف الثاني بعد استبعاد لقاء يجمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الدين الحريري على فرضية الواقعية السياسية التي تتحكم بهذا الحوار بفعل عدم نضوج الحوار السعودي – الايراني على حدّ قول مصادر متابعة للملف، وبانتظار الجلسة الاولى التمهيدية بعد تسمية المحاورين تبدو الارض مهيأة لنجاح نصفي يتناول قضايا اصبحت معروفة وعلى هذا الاساس توضح المصادر ان كلا الطرفين يستعدان لوقف الهجمات الاعلامية في الدرجة الاولى وسط «اوامر» للنواب والوزراء بعدم التصعيد بعد اليوم وهذا ما حصل من ناحية حزب الله بعد الحديث الاخير للرئيس سعد الحريري والذي صمت اهل المقاومة عما يعتبرونه كان جديرا بالرد الا ان آلية التحضير تفرض تعميم عدم الرد.

وتكشف هذه المصادر ان من سيتولى الحوار عن المستقبل مستشار الرئيس سعد الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري والحاج حسين خليل عن حزب الله في محاولة لتخفيف الاحتقان المذهبي على الساحة الاسلامية بعد ترحيل مسائل سلاح المقاومة والقتال في سوريا الى حين تطور الوضع السياسي في المنطقة وبما ان الحوار سوف يتناول الاستحقاق الرئاسي فانه مع كلام الحريري بعدم تمسكه كخيار اخير بمرشح نهائي من 14 آذار والذهاب نحو رئيس توافقي للجمهورية بما يفتح الخيارات بالاتجاه نحو مرشح مستقل وهذا ما يستتبع جهودا مكثفة واكثر من جولة حوار من اجل سحب مرشحي 14 و8 اذار مما يعزز وصول بعض الاسماء المتداولة بكثرة الى القصر الجمهوري وبمباركة من العماد ميشال عون وعدم ممانعة قوى 14 آذار والقوات اللبنانية.

وتضيف هذه المصادر ان مسألة اعطاء التسمية للعماد ميشال عون سوف تخلق ازمة اساسية كما ان التخلي عن مرشح 14 آذار له سلبياته ولكن بنسبة اقل.

هل الجو الجديد انتاج محلي ام انعكاس لما يجري بين الولايات المتحدة الاميركية وايران ومدى التقدم في الملف النووي؟

هذه المصادر تؤكد ان شيئا ايجابيا حصل خلال اللقاء الاخير بين ايران والدول الخمس الكبرى في جنيف وان مسألة اظهار هذا التوافق لا يمكن ان يتبين بشكل سريع ذلك ان قضايا اخرى ما زالت عالقة تماما كالبنود التي رسى عليها الحوار بين المستقبل وحزب الله لتشابه الصورة من حيث المضامين والنتائج، الا ان هذه المصادر تعتبر ان تسييل اتفاق جنيف عملة موحدة يمكن ان ينعكس بشكل مباشر على الاوضاع الداخلية في لبنان بالمقدار نفسه الذي حصل هناك ولكن تبقى على اللبنانيين جملة من الاعمال الاساسية يجدر بهم الاستناد اليها والعمل عليها سريعا قبل حصول متغيرات معنية في المنطقة والمتوجب على اللبنانيين بحسب المصادر التالي:

اولا: الاسراع في التقاط الفرصة الاقليمية والتقارب القائم دوليا من اجل البت في بعض الملفات الرئيسية العالقة ولتسيير امور المؤسسات في الدولة وتحريك ملف النازحين السوريين بعد اعلان المنظمات الانسانية توقفها عن تقديم المساعدات للنازحين السوريين وهذا ما يتطلب جهودا كبيرة بفعل الانعكاسات على يولدها السوريون على الصعد الامنية والديموغرافية في البلد واخرها ما تم الاعلان عنه من ان اربعين بالمائة من جرائم القتل والسرقة يرتكبها سوريون.

ثانيا: تكثيف الحوارات الجانبية داخل الساحة المسيحية تمهيدا لالتقاط ما ينتج عن الحوار بين المستقبل وحزب الله وكي لا يكون الرئيس المقبل نتاج توافق اسلامي بحت يتم فرضه على المسيحيين وهذا يستلزم حسب ما ترد الوشوشات في الرابية ومعراب عن امكانية لقاء ما بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع وحول هذا الامر تقول هذه المصادر ان شيئا ايجابيا يمكن الحصول عليه والعمل من خلاله بعد المعلومات المتوافرة عن دخول شخصيات مسيحية علمانية ودينية على خط التواصل في ظل عنوان وحيد: الخطر على المسيحيين في لبنان واشلرق وتوضح هذه المصادر ان السفارة البابوية في لبنان ليست بعيدة عن هذا الشأن تحت ستار من عدم تسريب اي من الجهود القائمة في هذا الاطار.

ثالثا: اغتنام فرصة تمكن الجيش اللبناني من السيطرة على رؤوس الارهابيين والخلايا النائمة والقضاء على بعض القيادات المركزية التي تتولى عمليات استهداف العسكريين والمدنيين وعمليات التفجير وهذه فرصة اكيدة وتسهل عملية الالتقاء السياسي ما دام الامن مضبوطا الى هذا الحد. ولكن هذه المصادر لا تخف تصميم الجماعات المسلحة على تحين الفرص من اجل تفجير الوضع في مناطق عرسال والعرقوب الا ان الجيش ومديرية المخابرات تعي وفق معلوماتها واستقصاءاتها ان قدرة الجيش اللبناني على تدمير البنى التحتية للارهاب لا يستهان بها من اجل الافساح بالامر للسياسيين للعمل بسهولة اكبر وبتركيز اوسع على القضايا الداخلية.

وتختم هذه المصادر بتفعيل المشهد الحالي على ان لونه رمادي وليس اسودا وعلى كافة المعنيين استغلال هذه الرمادية من اجل تخليص ما امكن من قضايا عالقة وفي طليعتها انتخاب رئيس جديد للبلاد تعمل عليه جهات دولية واقليمية والتشدد اكثر من امكانية جمع عون وجعجع على طاولة واحدة واعتبار ان ما بينهما ليس اصعب من الفوارق بين المستقبل وحزب الله.