IMLebanon

هل يحل توزير اسامة سعد ازمة تمثيل سُنّة المعارضة؟

هل يحل توزير اسامة سعد ازمة تمثيل سُنّة المعارضة؟

تشكيل الحكومة قد يطول وباسيل ليس أهم من سُنّة 8 آذار

 

 

اذا كان لا يحق لسنة المعارضة التمثل بالحكومة، حينئذ يمكن وفقا لمصادر قيادية وازنة في 8 آذار سؤال حزب الله حول خلفية اصراره على توزيرهم وايقاف عجلة تشكيل الحكومة بانتظار تحقيق ذلك، ولكن ان يكون من حق هؤلاء الطبيعي المشاركة في الحكومة حينها يكون موقف حزب الله غير مستغرب ويصبح السؤال موجها للاخرين وليس للحزب: لماذا تريدون عرقلة تشكيل حكومة وطنية جامعة؟

بطبيعة الحال، فان حزب الله وفقا للمصادر المقربة منه لا يعير اي اهتمام لاتهامه بتعطيل الحكومة، «جسمه لبيس» كما يقال، وهو اختبر هذه الاتهامات سنين طويلة وتحمل كثيرا كرمى الوفاء بالتزاماته لحلفائه فعطل مؤسسات الدولة سنتين ونصف لايصال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، كذلك فعل مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل حين اوقف تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ثمانية اشهر لتوزيره فيها، وبالمناسبة باسيل او اي حليف آخر للحزب ليسوا اهم من الشخصيات السنية المعارضة للحريري التي يكن لها الحزب كل الاحترام والتي تحالفت معه على «الحلوة والمرة»، وتحملت كثيرا تهمة الارتداد على طائفتها ونبذت منها ولكنها لم تحد يوما عن خط المقاومة ولم تتذمر او تعترض او تطالب بشيء مقابل تضحياتها.

انطلاقا من هنا، فان معادلة الحزب مع حلفائه وفقا للقيادي لا تقوم على الانتقائية اي «ناس بسمنة وناس بزيت»، الجميع سواسية بالنسبة له وحتى «لو خربت الدني» فان موقف الحزب ثابت بتوزير السنة قبله في الحكومة، الا اذا ارادوا مثلا تشكيل حكومة بلا الحزب وحكما بلا حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، هل هناك من يجرؤ ميثاقيا على الاقل على القيام بهذه المجازفة؟

وعليه، جزم القيادي بأن الحزب مصر على السير بملف توزير سنة المعارضة الى النهاية، لا يهم ان طال امد تشكيل الحكومة الى نهاية العهد، فمطلب الحزب واضح وصريح: سنة المعارضة تكتل قائم بذاته، وله حق التمثل في حكومة الرئيس سعد الحريري اسوة بباقي القوى السياسية ومن حصته الوزارية ايضا، اذا فهم الافرقاء ذلك كان به واذا اصروا على رفض توزيرهم فليتحملوا هم اذا مسؤولية تعطيل الحكومة والعهد.

وكشف القيادي بأن هناك اكثر من وسيط دخل على خط حل ازمة توزير سنة المعارضة، مشيرا الى وجود حلول كثيرة لهذا الملف متى اعترف عون والحريري بأحقيتهم في المشاركة في الحكومة، ولكنه استدرك قائلا بان الاتصالات مع حزب الله مقطوعة حاليا، ولم يبحث اي طرف معه في هذا الموضوع منذ اعلن رسميا رفضه السير في حكومة بدون سنة المعارضة، وبانتظار استنئاف المشاورات فان الحزب لن يعلق ابدا على هذا الموضوع ولن يتداول به في الاعلام.

واكتفى القيادي بالاشارة الى ان احد الحلول المطروحة لحل مشكلة سنة المعارضة هو توزير النائب اسامة سعد من دون الاعلان عن المزيد من التفاصيل.

وفي هذا السياق، من المفيد ربما القول بأن مجاهرة رئيس الجمهورية برفضه السير بتوزير سنة المعارضة لا يعني ليّ ذراع حزب الله او تخلخل علاقته معه، فعون هو عون، حليف استراتيجي ثابت وحبيب قلبنا، وفي محطات كثيرة اختلف الحزب وعون في السياسة ولكن ذلك لم يفسد في الود قضية..

ومن باب توضيح الامور، فان الحزب، وفقا للقيادي، لن يعتمد الا سياسة الحوار المباشر مع رئيس الجمهورية مهما اخطا بحقه، حتى لو كان هذا الخطأ من وزن اتهامه زورا بالتضييق على العهد من دون الالتفات الى ان هذا الحزب تخلى يوما ما عن اقرب حلفائه كسليمان فرنجية ونبيه بري فقط للوفاء بالتزامه بايصال عون الى بعبدا، والحزب ذاته ايضا لم يعمد في يوم من الايام مهما بلغ حجم التباين السياسي مع الرئيس الى معالجته بهذه الطريقة المستفزة في الاعلام.

وذهبت المصادر ابعد من ذلك حين قالت بوضوح بان العلاقة مع عون سوف تبقى ثابتة بغض النظر عن كيفية انتهاء الامور، وفي هذا اشارة واضحة الى ان ملف توزير سنة المعارضة قد لا ينتهي بالطريقة التي يريدها رئيس الجمهورية، غامزة من ان تشكيل الحكومة قد يطول كثيرا.

ودعت المصادر بصراحة ووضوح كل القوى المعنية الى معالجة هذا الملف الحساس والاساسي بروية، مشيرة الى ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يتابع هذا الموضوع عن كثب ويولي اهمية خاصة له.