تؤكد مصادر وزارية ونيابية بارزة أنه من المبكر الخوض في خريطة التحالفات الإنتخابية التي ستدخل على أساسها القوى السياسية في دائرة بيروت الأولى الإنتخابات النيابية، لا سيما وأنه حتى اليوم لم تعرف الوجهة الإنتخابية التي ستسلكها القوى الناخبة المؤثّرة في هذه الدائرة. فكل ما يجري من توقّعات حول احتمال قيام تحالف يضم تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والطاشناق، يأتي في سياق التكهّنات الإنتخابية، وذلك على الرغم من وجود هذه القوى في مناطق إنتخابية مشتركة تستدعي تعاوناً فيما بينها.
وعلم في هذا المجال، أن الوزير ميشال فرعون، الذي يقف على مسافة واحدة من كل هذه الأطراف، سيعلن في وقت قريب، مبادرة تجنّب هذه الدائرة معارك إنتخابية قاسية بين أكثر من لائحة، كما كشفت مصادر محيطة به، إذ تحدّثت عن سيناريو يعمل عليه لمقاربة الإستحقاق النيابي المقبل من خلال «جمع الأضداد»، كما سبق له وأن فعل في الإنتخابات البلدية في منطقة الأشرفية في العام 2016، وبالتالي هو يسعى اليوم إلى تكرار تجربته هذه في الإنتخابات المقبلة، وذلك، من خلال صياغة اتفاق إنتخابي يؤدي إلى تشكيل لائحة إنتخابية تضم القوى الأساسية في بيروت الأولى، وتكون نموذجاً منفصلاً عن سائر المواجهات الإنتخابية في الدوائر الأخرى. وقالت المصادر، أن هذه المبادرة تنطلق من ثابتة أساسية تقول بالتحالف مع الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع. وأشارت في هذا المجال، إلى أن الوزير فرعون، الذي نجح في تجنيب الأشرفية معركة «كسر عضم» من خلال هندسة التحالف بين كل القوى السياسية، وذلك بناء على طلب الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري والدكتور جعجع، في الإنتخابات البلدية والإختيارية السابقة، حيث تمكّن من إيصال مرشّحي «التيار» و»القوات» وحتى الكتائب، وقد استحقّ في ذلك الوقت إشادة خاصة منهم جميعاً، وتهنئة مسبقة من العماد عون قبل انتخابه رئيساً، على فوزه في الإنتخابات النيابية المقبلة، مع ما تحمل هذه التهنئة من إشارات حول تأييد العماد عون للوزير فرعون في الإستحقاق الإنتخابي المقبل. وأضافت أن الوزير فرعون، يقوم الآن باتصالات مع كل القوى المعنية لتحييد العاصمة وتجنيبها الإنقسامات، وتأمين حصّة للقوى البارزة فيها، وبالتالي، يصل إلى المجلس النيابي كل من يستطيع أن يمثّلها ويحوز على رصيد سياسي وشعبي بارز فيها.
ومن هنا، فقد يشكّل المشهد الإنتخابي في الأشرفية استثناءً في مجمل المشهد الإنتخابي العام، حيث توقّعت المصادر نفسها، أن يتم تكليف الوزير فرعون بإيجاد ائتلاف يجمع كل الأفرقاء، ويشكّل تفاهماً بين حلفاء وخصوم، وذلك على الرغم من تأييد «التيار الوطني الحر» للوزير السابق نقولا صحناوي. مذكّرة كيف أن الوزير فرعون، تمكّن من «حبك» تفاهم كان مستحيلاً داخل طائفة الملكيين الكاثوليك لدى انتخابات مجلسها الأعلى، إذ على الرغم من امتلاكه الأكثرية في القاعدة الإنتخابية، فهو اختار أن يتمثّل الجميع ضمن هيئة تنفيذية باستثناء الأطراف التي بقيت خارج هذا التفاهم.