المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس أمين الجميل أمس في البيت المركزي أعاد تسليط الأضواء على الموضوع الرئاسي الذي بات التسليم بالفراغ فيه وكأنه حال طبيعية، خصوصاً في ظل الأحداث الجسيمة العاصفة بلبنان والمنطقة والتي لا يعرف لها نهاية لا من حيث التوقيت ولا من حيث المضمون. فهذه الأحداث لا تزال في بداياتها، على الصعيد اللبناني، وإمكانية تفاعلها سلباً واردة في كل حين، ما يستدعي عملاً دؤوباً، متواصلاً وتوافقياً أيضاً للتمكن من تجاوزها بحد أدنى من الأضرار.
والشيخ أمين ترشح أمس من دون أن يترشح… وقالها بالفم المليان ما يقولها كل كتائبي ضمن الدوائر المغلقة: على المرشحين الحاليين للرئاسة أن يتنحوا ليفسحوا في المجال أمام سواهم.
لماذا؟
لأنهم لم يوفقوا، حتى الآن، في استقطاب تأييد يكسر حال الجمود… كما كان واضحاً في المؤتمر الصحافي أمس.
بكلام آخر كان الجميل يقول لكل من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع (وإلى حد للنائب هنري حلو): يا أخي لقد عجزتم عن أن تضيفوا الى رصيدكم صوتاً واحداً. فلا الدكتور جعجع إستطاع أن يستقطب نائباً واحداً من 8 آذار وحليفها الجنرال، ولا العماد عون إستطاع أن يستقطب نائباً واحداً من فريق 14 آذار.
واستطراداً: ما بقي هذان المرشحان في الساحة فالإستحقاق الرئاسي محكوم بالجمود والمراوحة في المكان والزمان من دون تقدم خطوة واحدة.
هذا هو الموقف الكتائبي الذي كان خارج العلنية، الى أن باح به أمس الرئيس الأعلى للحزب…
وهذا الموقف يترتب عليه دفع من الأسئلة التلقائية:
أولاً – هل يتجاوب الدكتور سمير جعجع (على قاعدة الأقربون أولى بالمعروف) فيتنحى لمصلحة الشيخ الرئيس؟
لقد سبق لقائد القوات أن قال علناً إن الجميل لا يستطيع أن يؤمن عدداً من النواب يوازي العدد الذي يدعم ترشح جعجع، فلكم بالحري توفير عدد يؤمن النصاب ناهيك بالفوز؟
ما يمكن الإستنتاج منه تعذر تجاوب الحكيم الذي يقول إنه مستعد للتنحي «شرط» تنحي عون!
ثانياً – وهل يتجاوب الجنرال؟
الجواب البدهي: لا. فعون يقول إنه لم يعلن ترشحه بعد، وهو لن يترشح ما لم يؤمن التغطية السنيّة. والتغطية السنية غير متوافرة من المصادر التي تأمل بها الرابية.
وبالتالي يمكن الإستنتاج ان عون لن يتجاوب مع دعوة الجميل.
ثالثاً – وهذا هو بيت القصيد: هل يستطيع الشيخ أمين ان يحقق خرقاً في صفوف 8 آذار وحليفه تكتل التغيير والإصلاح؟
ليس ثمة مؤشرات الى ذلك… في الظاهر على الأقل. أما الخبايا فلا أحد يمكنه أن يجزم، باعتبار أن الكتائب تخوض معركة رئيسها منذ أشهر. وقد سجّل الرجل سلسلة نشاطات كثيرة في المنطقة وفي أوروبا والولايات المتحدة لم تتضح معالم نتائجها بعد.
وفي مختلف الأحوال يسجل للكتائب أنها على الأقل ألقت ببحصة في بركة الرئاسة الجامدة، فحرّكت بعض الدوائر.