استغرب عدد من الديبلوماسيين العاملين في البعثات المعتمدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك أو العاملين في دوائرها السياسية، المنطق الذي استعمله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لإظهار قوة “اليونيفيل” مقصّرة في المهمة الموكلة اليها وتحميلها المسؤولية لأنها لا تفيد قيادة قوة السلام في نيويورك عن أن “حزب الله” يدخل اسلحة الى منطقة عمليات تلك القوة ويخزّنها لاستعمالها لدى أي مواجهة مع الجيش الاسرائيلي. واذا كان لا يرصدها فالمسؤولية في نظره مضاعفة.
وأفادت تقارير ديبلوماسية وردت الى عدد من السفارات الاجنبية في بيروت المشاركة بلادها في عداد القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، أن الدول بدأت تولي سلامة افرادها بعد الغارة الاسرائيلية في “مزرعة الأمل” في القنيطرة السورية اهتماماً بالغاً.
وتضمنت التقارير قلق الدول المشاركة في “اليونيفيل” من الوضع الأمني الناشئ على الحدود مع اسرائيل والتهديدات الاسرائيلية وانعكاساتها والتوعد بالانتقام بعمليات اغتيال لشخصيات سياسية وعسكرية، واستعداد الحزب للرد أيضاً بعمليات عسكرية وأمنية. ويستفسر الديبلوماسيون من المسؤولين اللبنانيين عن مدى تأثر سلامة ضباط “اليونيفيل” وعناصرها بهذه المناخات القابلة للخرق الأمني في أي وقت. وعلّق مسؤول لبناني رداً على سؤال لـ”النهار” على مزاعم رئيس وزراء اسرائيل: “سبق لنتنياهو أن استخدم هذا الأسلوب بالنسبة الى سلاح الحزب الآتي من سوريا، وهذا ما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يثير الاتهام مع السلطات اللبنانية التي سألته بدورها عن الدليل لتهريب السلاح، فلم يتجاوب. ثم قال إن الأقمار الاصطناعية التقطت ذلك من دون أن يقدم نسخاً دامغة ومقنعة عن إمرار قوافل الأسلحة”.
وأشارت لـ”النهار” دوائر ديبلوماسية أوروبية في بيروت ان البعثات التابعة للاتحاد في بيروت تمد دولها بالمعلومات المتوافرة والمحتملة عن مستقبل أمن القبعات الزرق الاوروبية بعدما أثير الموضوع في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسيل، وان موقفاً أوروبياً قد يتخذ في ضوء النتائج والطمأنة من نيويورك أيضاً، أما جماعياً واما اختيارياً في كل دولة ربما لسحب قوات الدول الراغبة في ذلك حماية لأمن عسكرها المشارك.
أما في الشق الثاني من المطلب الذي أثاره نتنياهو مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون خلال اتصاله الهاتفي به، وهو اتهام ايران بأنها تحاول فتح جبهة ضد بلاده من القنيطرة، فالسؤال الموجه الى بان: لماذا التذرع بتلك الجبهة؟ وما علاقة لبنان بها؟ اذا كان السبب وجود مقاتلين من الحزب في أراضي القنيطرة في 18 من الشهر الماضي ومع جنرال ايراني، فلماذا إقحام لبنان في تلك الدورية اللبنانية غير الرسمية والايرانية الرسمية؟
ودعا رئيس الوزراء تمام سلام الى الطلب من المؤتمر الدولي للسياسة والأمن الذي سيفتتح أعماله في ميونيخ غداً الجمعة، الى الوقوف الى جانب لبنان قبل فوات الأوان، وذلك بالمساعدة على تحرير جرود عرسال من إرهابيي “داعش” و”جبهة النصرة”، قبل حلول فصل الربيع الذي سيسمح لمقاتلي التنظيمين بتجنيد حملات عسكرية ضخمة قد تصل الى قرى حدودية لإحداث بلبلة مذهبية لا يمكن لبنان تحملها!.