IMLebanon

هل تتأثّر «أجندة» المنطقة بعد إقالة تيلرسون؟

 

تؤشّر الخطوة الرئاسية الأميركية بإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وتعيين المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية ميك بومبيو مكانه، إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تقف على منعطف هام في سياستها الخارجية، عنوانها «التشدّد في الموقف في ملفي الحرب الباردة مع روسيا والإتفاق النووي الإيراني». وإذا كانت الخطوة لم تفاجئ أوساطاً ديبلوماسية في بيروت لتطور السياسة الأميركية في المنطقة، فإن انعكاساتها لن تكون واضحة، وإن كان العنوان العريض لها هو الإنحياز الكامل إلى الموقف الإسرائيلي من القضايا الإقليمية في لحظة بالغة الخطورة. وقالت هذه الأوساط، أن سمة الإنحياز إلى إسرائيل تنطبق على كل فريق الرئيس ترامب، ومن ضمنهم الوزير المُقال تيلرسون، وكذلك بالنسبة للتشدّد ضد الإتفاق النووي الإيراني، معتبرة أن الأهداف الحقيقية لم تنجلِ بعد، وهي تندرج في سياق الخلافات في وجهات النظر ما بين الرئيس ترامب والوزير المُقال في الدرجة الأولى، وإلى رغبة ترامب بالتغيير المستمر والمفاجئ لفريق عمله، والتي يواظب عليها منذ تولّيه مهامه الرئاسية في الدرجة الثانية.

وبصرف النظر عن ارتدادات القرار الأميركي، فإن الأوساط نفسها وجدت أن أجندة المنطقة لن تتأثّر سوى بشكل عابر، وذلك انطلاقاً من كون واقع الإتفاق النووي الإيراني بات ثابتاً رغم التصعيد الأميركي، وذلك استناداً إلى الموقف الأوروبي الداعم بقوة لهذا الإتفاق، ويمنع أي إلغاء أو تعديل له. أما على صعيد الملف السوري، فقد أكدت هذه الأوساط، أن الإنعكاسات غير واضحة، على الأقلّ في المرحلة الراهنة حيث تتصاعد لهجة الخطاب الروسي في وجه أي تحرّك عسكري أميركي محتمل في سوريا، مع العلم أن مسار العمليات الميدانية، يؤكد أن التنسيق غير المباشر بين الجانبين مستمرّ رغم التصعيد الكلامي الأخير.

إنما هذا التطوّر، سيترك بصمة واضحة على المشهد السوري بشكل خاص، كما أنه سيثير القلق لدى عواصم القرار في أوروبا، كما لدى طهران، بحسب ما تقول الأوساط الديبلوماسية، والتي اعتبرت أن استبدال تيلرسون بأحد الصقور المتشدّدين بالنسبة للدور الإيراني في المنطقة، سيفتح الباب أمام احتمال انسحاب واشنطن من الإتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي، أو سيؤدي إلى التهديد بهذا الخيار من قبل الرئيس ترامب، وذلك بهدف الضغط على الدول الأوروبية لإدخال تعديلات على هذا الإتفاق، أو بالأحرى إدخال شروط جديدة تأخذ في الإعتبار ما يطالب به كل من واشنطن وتل أبيب على حدّ سواء، ولكن لكل طرف أولوياته الخاصة في هذا المجال. وفي هذا السياق، تأتي الإنعكاسات على الواقع اللبناني في المرحلة المقبلة من حيث التأثير على الإشتباك النفطي الحاصل بين لبنان وإسرائيل، والذي كان قد تولاه الوزير تيلرسون، وعرضه مع المسؤولين اللبنانيين خلال جولته الأخيرة التي شملت المنطقة الشرق أوسطية، والتي شملت بيروت.

لكن التأثير الأبرز، ووفق الأوساط الديبلوماسية ذاتها، سيبقى داخلياً في الدرجة الأولى، وذلك على خلفية أن قرار إقالة تيلرسون، أتى في مجال المواجهة المستمرة ما بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس الأميركي من جهة، ومن أجل تغيير فريق ترامب استعداداً لقمته المرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من جهة أخرى.