في تقرير أنّ روسيا استخدمت حق النقض «الڤيتو» 11 مرة حتى الآن لدعم النظام السوري، وأنها ستستخدمه للمرة الثانية عشرة بعدما تقدّمت واشنطن قبل ثلاثة أيام بمشروع لوقف إطلاق النار شهراً في الغوطة… والمشروع الاميركي جاء رداً على فشل تطبيق «وقف النار الانساني» الذي أقرّته الأمم المتحدة ودعمته روسيا التي تشارك مع قوات النظام في عملياتها العسكرية ضد الغوطة.
وكانت واشنطن قد تقدّمت بمشروع قرار ثان حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية… والمفاوضات الجانبية بين واشنطن وموسكو لم تصل الى نتيجة وكأنّ هناك حائطاً موصداً بينهما.
السفيرة الأميركية في مجلس الأمن السيّدة هايلي هدّدت في جلسة لمجلس الأمن بقولها: «سنقوم بتحرّك أميركي منفرد إذا اضطررنا لذلك»…
أحد الديبلوماسيين الأممين قال علناً: «إنّ واشنطن تعطي إشارات واضحة بأنها تدرس عملاً عسكرياً في سوريا».
وقال ديبلوماسي آخر في الأمم المتحدة: «إنّ الروس يشعرون بالضغوط ويخشون أن يتدخل الأميركي مجدداً في سوريا بشكل أقوى»… ونقل عنه أنّ الذكرى السنوية للهجوم بالسلاح الكيميائي على بلدة خان شيخون المصادف في 4 نيسان يمكن أن يكون موعداً للضربة الأميركية.
خبير في الشؤون السورية في معهد الأمن الاميركي الجديد في واشنطن يقول إنّ الإدارة الاميركية تلجأ الى سياسة التشهير وإحراج روسيا في مجلس الأمن، وإنّ ما يقوم به ترامب الآن هو تحديد موقف أوّلي كأنّه يقول للروس: «ما تقومون به في الغوطة لا تفعلوه في أي مكان آخر، وإذا حاولتم ذلك ستكون هناك عواقب».
تحذير السفيرة هيلي ترك رد فعل قوي لدى موسكو يوم الثلاثاء الماضي، فقد حذّر وزير الخارجية سيرغي لاڤروڤ قائلاً: «إذا حصل ذلك فستكون العواقب خطيرة جداً».
وحذّر رئيس الأركان الروسي الجنرال ڤاليري ياراسيموف بإجراءات رد إذا أصيب أي روسي بضربة أميركية.
ولا يفوتنا التغييرات التي حدثت اخيراً في اميركا بإقالة وزير الخارجية تيلرسون وتعيين ماك بومبيو بدلاً منه.
وهذا كله يؤدّي الى ما يتجاوز التهديدات، وليس منطقياً أن تبقى أميركا متفرّجة على التطوّرات في سوريا، ويذكر أنّ واشنطن ضربت قبل أسابيع وأسقطت 300 جندي روسي قيل يومذاك إنهم مرتزقة…
والمؤشرات كلها تدل الى أنّ الحرب في سوريا لا تزال بحاجة الى مزيد من الوقت، فالحرب العراقية – الايرانية استمرت ثماني سنوات وكلما مال التفوّق لجهة فريق دعم الأميركي الفريق الآخر… وعندما اجتاح العراق القوات الايرانية في منطقة «الفاو»، كانت فضيحة «إيران غايت» الشهيرة.
وبالتالي، وفي ضوء ما تقدّم أعلاه فالمؤشرات كلها تدفع الى التساؤل ما إذا كانت الحرب في سوريا ستفتع الباب على حرب قد تكون أكبر وأخطر بكثير.