تستأثر الإنتخابات النيابية في دائرة الشوف وعاليه بالكثير من الإهتمام، خصوصاً على صعيد التنوّع السياسي والحزبي وتعدّد اللوائح، حيث يجري الحديث عن إمكانية وصول اللوائح إلى أربع قد تشهدها هذه الدائرة، والجميع بانتظار ما ستؤدي إليه اللقاءات والمشاورات التي جرت بين مثلّث الوزير طلال إرسلان و«التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، إلى اللائحة المرتقبة التي يعمل على تشكيلها رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، بينما يظهر بوضوح أن الثقل السياسي والإنتخابي في هذه الدائرة يتمثّل بالحزب التقدمي الإشتراكي، وحيث الأكثرية الدرزية تصب لصالح الزعامة الجنبلاطية، في حين أن الثقل المسيحي الأساسي موزّع بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».
أما كيف تبدو الصورة في الوقت الراهن، فتشير المعلومات إلى أن لائحة الحزب التقدمي الإشتراكي التي يترأسها تيمور جنبلاط، والتي تضم مستقلين وأصدقاء بالتحالف مع «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل»، باتت جاهزة وسيتم الإعلان عنها في احتفال سيقام في بحر هذا الأسبوع في قصر الأمير أمين في بيت الدين، وحيث شهدت هذه اللائحة في الأيام القليلة الماضية تطورات لافتة، خصوصاً لناحية دخول راجي نجيب السعد عن المقعد الماروني في عاليه، وهو وجه شبابي وإبن شقيق النائب الحالي فؤاد السعد، لا سيما وأن آل السعد تربطهم علاقة تاريخية بالمختارة، وبسائر العائلات الروحية في الشوف وعاليه، إضافة إلى المرشّح النائب هنري حلو عن المقعد الماروني والنائب أكرم شهيّب عن المقعد الدرزي، بينما تُرك المقعد الدرزي الثاني شاغراً لصالح الوزير طلال إرسلان، في حين أن المرشح الأرثوذكسي المهندس أنيس نصار بات من الثوابت، لا سيما وأنه على صداقة وطيدة مع كل من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور، وأيضاً مع رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع، وترشيحه أعطى زخماً لهذا التحالف «القواتي» ـ الإشتراكي، خصوصاً أن نصار على تماس مباشر مع سائر عائلات الجبل، ويقوم بدور كبير على صعيد ترسيخ المصالحة والحفاظ على المنطقة على كل المستويات.
أما في الشوف، فإن أسماء على اللائحة الجنبلاطية أضحت أيضاً معروفة، إن درزياً من خلال تيمور جنبلاط والوزير مروان حماده، كذلك يبقى إبن المختارة المرشح عن المقعد الكاثوليكي النائب نعمة طعمه من المسلّمات على اللائحة الجنبلاطية، إلى ما يحظى به من إجماع من سائر المكوّنات الروحية درزياً ومسيحياً وسنّياً من خلال دوره الخدماتي والتنموي دون تمييز بين طائفة وأخرى، أو بين هذا الحزب أو ذاك.
من هذا المنطلق، فإن الأنظار تتّجه إلى المعركة في الشوف على المقعد الماروني، لا سيما أن المرشحين يُعتبرون من الأقوياء كل في حزبه وتياره، إضافة إلى المستقلين، الأمر الذي يعطي المعركة صراعاً وحماوة إنتخابية على هذا المقعد داخل اللائحة الواحدة، لا سيما وأن لوائح أخرى ستبصر النور أيضاً في وقت قريب، وتحديداً لائحة «التيار الوطني الحر»، بعد فشل «التيار» في التحالف مع الحزب التقدمي الإشتراكي، لذلك هناك ترقّب لإمكانية حصول مفاجآت إنتخابية خلال الأسبوع الحالي، وذلك على ضوء ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية بين الوزيرين جبران باسيل وطلال إرسلان، بحيث علم أن هناك حالة إرباك بين الحلفاء بعد استحالة جمع الوزيرين إرسلان ووهاب في تحالف واحد، وصولاً إلى اصطفاف الحزب السوري القومي الإجتماعي إلى جانب وهاب، والمعروف عنه أنه يتحالف دائماً مع الوزير إرسلان، لذا، فإن ثمة عملية خلط أوراق إنتخابية مقبلة عليها هذه الدائرة، ويتوقّع أن تنطلق المهرجانات في معظم قرى وبلدات الجبل بعد إعلان اللوائح في وقت ليس ببعيد.
ويبقى أخيراً أن التقارب والتنسيق والتناغم التاريخي بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، سيصب تحالفاً إنتخابياً في دائرة عاليه ـ الشوف والبقاع الغربي وحاصبيا والدائرة الثانية في بيروت، حيث القرى الشيعية في دائرة عاليه ـ الشوف ستقترع للائحة الجنبلاطية، وذلك بتوجيهات مباشرة من الرئيس نبيه بري.