IMLebanon

هل يعود الثنائي عون – جعجع بعد إجهاض التسوية الرئاسية؟

نجح رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون في تعطيل مبادرة الرئيس سعد الحريري التي رمت الى انتخاب سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية، وساعده على ذلك حزبا الكتائب و”القوات” وأكثر من قطب في قوى الثامن من آذار. ولم يتردد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط في القول إن مبادرة الحريري التي شاركه في وضعها “تعطلت،” ثم خفف وطأة كلمته فقال إنها “تأخرت”. وسأل فرنجيه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “الى متى نستمر في هذا الموقف؟ قوى 14 آذار ترفض انتخاب الجنرال ميشال عون، فما هي الخطة البديلة؟” فأجاب السيد بالدعوة الى التريث والتروي لاتخاذ الموقف المناسب.

ونقل عن أوساط كتلة “المستقبل” النيابية انه لم يعد من حاجة الى إعلان الرئيس سعد الحريري تأييده لترشيح فرنجيه، ولا الى سحب جنبلاط مرشحه النائب هنري حلو وتجيير أصوات النواب المؤيدين له الى رئيس”تيار المردة”.

وأعربت لـ”النهار”مصادر قيادية وديبلوماسية معتمدة لدى لبنان، عن أسفها لسقوط الدينامية التي حاول إطلاقها الحريري لكسر الجمود الذي كان مسيطرا على انتخاب رئيس البلاد، ومطالبة جميع القوى السياسية بذلك ودول كبرى مؤثرة وعربية فاعلة ولها نفوذها لدى بعض الأحزاب او التيارات السياسية، من اجل حماية لبنان من نيران الأزمة السورية ومحاولة إنعاش المؤسسات الدستورية المشلولة والاقتصاد الذي يلفظ انفاسه في أكثر من مجال. واستغربت اجهاض “مبادرة” الحريري لانتخاب فرنجيه، من الحليف قبل الخصم الاقوى الذي رشحّه، انطلاقا من انه احد الأقطاب الأربعة الذين اتفقوا امام البطريرك الماروني بشاره الراعي في بكركي على ان يكون الرئيس المقبل واحدا منهم، اذا تأمن له العدد الأكبر من التأييد.

واستنتجت من اجهاض مبادرة الحريري عودة انسداد الأفق لانتخاب رئيس للجمهورية، وربط ذلك بالازمة السورية وتعقيداتها، بحيث تحل سنة 2016 وابواب قصر بعبدا مغلقة. ودعت الى التسليم بأن مثلث الحريري – بري – جنبلاط لم يتمكن من إقناع الثنائي عون – نصرالله، اضافة الى جعجع، بأن فرنجيه يمكن ان يكون الرئيس التسووي. وسألت: هل نعود الى الثنائي عون – جعجع؟ وهل من بديل؟ واستخلصت ان رئيس الجمهورية لا يمكنه ان يكون من صنع رؤساء الكتل النيابية، أضف اليهم دعما دوليا وإقليميا.

وسألت: ماذا يمكن أن يكون الحل؟ ومن هي الجهة التي تنقذنا من هذا العجز المتحكم في قادة البلاد؟ وحذرت من فخاخ تتربص بالبلاد ومن خطر المنزلقات السياسية والامنية.

وتلافت الإجابة عن سؤال عما إذا كانت الاتصالات تعيد الأمل بانتخاب فرنجيه، مكتفية بالتأكيد أنه قبل ان يعلن عون تخليه عن الرئاسة، كل اتصال لن يؤدي الى المجيء بنائب زغرتا الى الرئاسة، ويجب عدم التقليل من أهمية التفاهم السعودي – الايراني الذي هو حاليا في حال سيئة، او على الأقل لا يمكن ان يؤدي الى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.