IMLebanon

هل يكون اليمن مُفتاح حروب مُقبلة

 

بث تلفزيون «روسيا اليوم» تحقيقاً بالغ الاهمية تتضمن الكثير من السياسة والكثير من الاقتصاد، والكثير من مؤامرات الدول الكبرى، وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية، لوضع يدها على ثروات الشعوب، وتحديداً على الثروات النفطية التي تختزنها الارض العربية، ليس في السعودية والامارات وقطر فحسب، بل في دولة اليمن بشقيها الجنوبي والشمالي، التي تختزن، وفق تقرير لوكالة C.I A الاميركية نشر في العام 1988، حوالى خمسة مليارات برميل نفط، يمكن ان تصل الى حوالى 800،9 مليار برميل عند اكتشاف كامل المخزون النفطي في اليمن، الذي يشهد حرباً ضروساً منذ سنوات، قيل انها حرب بين الحوثيين الشيعة المدعومين من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبين السعودية والامارات ذات الاكثرية السنية، بينما هي في الحقيقة – وفق تلفزيون روسيا اليوم – حرب على منابع النفط في اليمن، واحتياطه الذي هو اكبر من احتياطي النفط في دول الخليج مجتمعة، وبسبب هذه الثروة الهائلة من النفط، يشتد النزاع بين الولايات المتحدة الاميركية وايران للسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يعبر فيه يومياً اكثر من اربعة ملايين وخمسمئة الف برميل فقط، والذي يعتبر من الاهداف الستراتيجية الاميركية البالغة الاهمية للتحكم بحركة العبور الكثيفة الى مختلف انحاء العالم.

 

***

 

هذا التحقيق الذي بثته محطة تلفزيون «روسيا اليوم» يعطي فكرة عن الدور الكبير الذي لعبته واشنطن في العراق اولاً وفي سوريا لاحقاً، وعن الفوضى التي تعم ليبيا بعد اسقاط نظام معمر القذافي وقتله، وليبيا تعتبر من الدول النفطية الكبيرة في افريقيا، وعن ما يحكى عن حقول الغاز التي تم اكتشافها في مصر، ويجري العمل سريعاً على استثمارها تجارياً والاستغناء عن الغاز الاسرائيلي، كما انه – اي التحقيق – من شأنه ان يدفع اللبنانيين الى التنبه والحذر، من ان تتحول الثروة النفطية والغازية من نعمة يعتمد عليها لبنان للخروج من ديونه ووازماته المالية والاقتصادية الى نقمة بفعل التهديدات الاسرائيلية واطماعها بهذه الثروة، ويغرق مجدداً في حروب ونزاعات داخلية، على غرار ما حصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وتأخذ وجوهاً طائفية او مذهبية او مطلبية، وهي في حقيقة الامر، حروب ونزاعات لترسيخ اسرائيل في الاراضي التي احتلتها سابقاً ولاحقاً في فلسطين، بمباركة اميركية وقبول العديد من الدول الاوروبية وغير الاوروبية.

 

احد الاقتصاديين اللبنانيين الكبار، والمعنيين بالثروة النفطية والغازية – والتي تريد اسرائيل قضم جزء «محرز» منها، وضع صداقة اميركا على المحك، بقوله ان اميركا اذا كانت صادقة بصداقتها مع لبنان، واهتمامها بسلامته وامنه، فهي الوحيدة القادرة على حمايته من الاطماع الخارجية بالضغط على اسرائيل لترك لبنان يستخرج ثروته النفطية بعيداً عن التوتر والتهديد، والاستيلاء على حوالى 450 كلم مربعاً من مياه لبنان الاقليمية، على اعتبار ان اي نزاع عسكري محتمل يعني انهيار لبنان حتى ولو ربح الحرب.