IMLebanon

وليم حسواني… الرحباني

 

جذب صوت وليم حسواني سمع الأخوين الرحباني، وهو يغني عاللوما اللوما، في مسرحية “موسم عز”. كان يغني على هواه وهو أساساً لم يكن ينوي العمل معهم كممثل ومغنٍ بل كراقص. فاصطاداه وأعطياه دوراً غنائياً، فنجح بحوار “هلّك ومستهلّك يا تعتيرك يا دلك” مع أمال حمادة. والحوار الغنائي نفسه أدّاه لاحقاً مع هدى وجورجيت صايغ، وهكذا بدأ مشوار الأستاذ حسواني، المنشغل بالتعليم، مع الرحابنة ودام كل العمر. وبعد غياب منصور في العام 2009، ما عاد المسرح يشبه حسواني رغم مشاركته في أربع مسرحيات للأب (البطل والمخرج والكاتب) فادي تابت وشتان ما بين المسرحين!

 

منذ العام 1960 لم يغب حسواني عن أي عمل رحباني باستثناء “المؤامرة مستمرة” و”الربيع السابع” ولعل شخصية الشاويش كانت الأكثر رسوخاً في ذاكرة الناس، فأداها في “بياع الخواتم” و”الشخص” و”يعيش يعيش” و”ميس الريم” ولم يبتعد عن البزة العسكرية في “صح النوم” فكان قائد الحرس المُهاب.

 

أسر الناس ولم تأسره تلك الشخصية، فلمع في دور السمسار بـ”دواليب الهوا” ودور القاضي الذي حكم على “لولو” البريئة والشحاد في “هالة والملك” والمستشار في “بترا” ودور الشيخ فرنسيس في “صيف 840″…

 

وعلى الرغم من مساره “الرحباني” الطويل، لم يحظَ حسواني بأغنية يؤديها منفرداً على المسرح الذي عشقه، لكن الأمر لم يدفعه إلى سلوك طريق آخر، رغم مشاركته مطلع السبعينات في عملين منفصلين عن “الأخوين” الأول مع إيلي شويري (ضمن مهرجانات بيت الدين) والثاني مع نصري شمس الدين في مهرجانات جون، بحسب ما ذكره الباحث الموسيقي هشام مشرّفية لـ”نداء الوطن”.

 

زاول حسواني مهنة التدريس في مدرسة الفرير (فرن الشباك) ابتداءً من العام 1951 وأنشأ مدرستين، ثم تفرّغ لتعليم مادتي الأدب والفلسفة في المعهد الأنطوني في بعبدا (1996 – 2002) كما أسس صالوناً أدبياً وله في الشعر ديوان شريعة الغاب مع مقدمة لمنصور رحباني جاء فيها “بيناتنا….بيناتنا أربعين سنة صداقة… بيناتنا مسرح ومخاتير ورؤسا بلديات، كمان بيناتنا الشاويش” وهذا الشاويش المولود قبل الإستقلال الأول بعشرة أعوام بالتمام والكمال (22 تشرين الثاني 1933) المتوفى على مشارف العيد سيبقى في الذاكرة الفنية قيمة متميزة ويكفي استذكاره يوم قاد ثلة من العسكر لحل مشكلة الخناقة على الميّ في فيلم “بيّاع الخواتم” منهياً المحضر بتسجيل مصادرة السطل و”جوّاتو السما الزرقا”.

 

إنها بساطة العباقرة التي تصنع الفن الباقي بعد رحيل صانعيه.