IMLebanon

رياح معاكسة تلفح التسوية الرئاسية لإبقاء الفراغ في قصر بعبدا:

رياح معاكسة تلفح التسوية الرئاسية لإبقاء الفراغ في قصر بعبدا:

إصرار «8 آذار» على السلة الشاملة والإمساك بالحكومة وفرض النسبية

لن  تتوقف الاتصالات التي يجريها «تيار المستقبل»، بالرغم من عطلة الأعياد لتجديد الروح في المبادرة الرئاسية التي ينتظر أن تتزخم حركة المشاورات بشأنها مطلع السنة الجديدة، باعتبار أنها الوحيدة التي لا تزال مطروحة جدياً على بساط البحث وفي ظل غياب البديل، ما يؤكد بحسب أوساط بارزة في «كتلة المستقبل» النيابية، أن الجهود ما زالت منصبة من جانب الرئيس سعد الحريري لإنجاح هذه المبادرة وإيصالها إلى خواتيمها السعيدة، وإن كانت لا تزال تلقى معارضة من جانب مسيحيي «8 و14 آذار»، حيث يأمل رئيس «المستقبل» أن تقود الاتصالات التي يقوم بها مع الحلفاء وآخرين في تجاوز الخلافات وإيجاد توافق بشأنها لإخراج البلد من أزمته التي يتخبطها منذ أكثر من سنة ونصف.

وتشدد الأوساط على أن التنازل الذي قدمه الرئيس الحريري بتأييده مرشحاً في «8 آذار» لرئاسة الجمهورية، يجب التوقف عنده والنظر إليه ملياً، وتالياً الاستفادة منه وملاقاة الرجل في منتصف الطريق لملء الشغور وتجاوز المأزق الذي يواجه البلد، لكنها في المقابل تطرح تساؤلات عديدة عن نوايا قوى «8 آذار» وجديتها في التعاطي مع مبادرة الحريري من منطلق تحمل المسؤولية وإيصال لبنان إلى شاطئ الأمان، أم أن هذا الفريق ما زال يراهن على الظروف التي تسمح له بوضع اليد على البلد لتنفيذ مخططاته، مشيرة إلى أن هناك طروحات عديدة يتم تداولها ضمن فريق «8 آذار» الذي يطالب بسلة حل متكاملة تشمل الرئاسة والحكومة وقانون الانتخابات، فبعد أن اطمأن هذا الفريق كما تقول الأوساط، أن رئيس الجمهورية العتيد سيكون من صفوفه، فإنه يحاول فرض شروطه بالنسبة إلى شكل الحكومة الجديدة في العهد المقبل، لناحية تمسكه بالثلث المعطل الذي يسمح له بالإمساك بقرار الحكومة، لا بل شلها وتعطيلها نهائياً، إضافة إلى أنه سيدفع باتجاه إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، وفق النسبية التي تسمح لـ«حزب الله» وحلفائه وضع اليد على البلد، وعندها بالتأكيد لن يكون هناك مكان لقوى «14 آذار»، بعدما بات كل شيء في يد «حزب الله» وحلفاء إيران والنظام السوري، وهذا ما لا يمكن القبول به، لأن البلد لا يحكم بالاستفراد والاستئثار ومحاولة فرض خيارات على اللبنانيين لا تتماشى مع تركيبة البلد وتنوعه، داعية إلى عدم استباق الأمور والبحث في سيناريوهات لم يحن أوانها بعد، لأن المطلوب الآن الإسراع في تسهيل الطريق أمام التسوية الرئاسية وإزالة العقبات من أمامها وإحاطتها بأكبر وأوسع تأييد سياسي وشعبي، خاصة وأن هناك علامات استفهام عديدة بشأن موقف «حزب الله» الذي لا يبدو أنه بوارد تسهيل موضوع الانتخابات الرئاسية طالما أنه مستمر على هذا الموقف ولا يريد حتى دعم النائب فرنجية الذي هو أحد أقطاب «8 آذار» البارزين، متذرعاً بأنه لن يتخلى عن دعم النائب ميشال عون طالما استمر الأخير في ترشحه للرئاسة وهذا بالتأكيد سيطيل عمر الفراغ ويفتح الباب على مزيد من التداعيات السياسية والأمنية لما يجري في الإقليم، في الوقت الذي يجب أن تتضافر الجهود لحماية وتحصين لبنان وهذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية أولاً ومن ثم تشكيل حكومة جديدة وإقرار قانون عادل للانتخابات النيابية قائم على العدالة والمساواة.