Site icon IMLebanon

حملة عاتية آتية على سمير جعجع والسعودية

في لحظات مفصليّة شديد الدقّة تمرّ على لبنان وسط أمواجٍ متلاطمة، جاءت زيارة المرشّح الرئاسي الدكتور سمير جعجع للمملكة العربيّة السعودية واستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان له لتلقي «جبلاً» في المياه اللبنانية الراكدة بانتظار الانفجار، وتحرّك حفيظة الذين يكنّون حقداً دفيناً للمملكة ولسمير جعجع معاً، وليبدأ إطلاق النّار على الزيارة منذ الأمس في محاولة لتشويه صورة المملكة أولاً والتحريض على سمير جعجع من باب ورقة إعلان النوايا بين حزب القوات اللبنانية والتيار العونيّ، فسارع بعض «التافهين» إلى الإيحاء بانزعاج المملكة من ورقة إعلان النوايا، واتهامها بأنها «تعمل لإضعاف وجه لبنان المسيحي ـ الاسلامي»!!

هذا عقل وثوب النظام السوري الذي منع أي تقارب إسلامي ـ مسيحي، ودفع رفيق الحريري حياته ثمناً لهذا التقارب، واتهامها أيضاً بأنّها «تريد موقفاً مسيحياً معارضاً للاتفاق النووي مع إيران»، وبالطبع هذا كلامٌ سخيف لأنّ أيّ موقف مسيحيّ داعم أو معارض للاتفاق النووي بين إيران وأميركا لا يُقدّم ولا يؤخّر في مفاعيل هذا الاتفاق الذي أخذ طريقه بقرار من مجلس الأمن كرّسه بالأمس ورفضه فوراً الحرس الثوري الإيراني!!

لن تكون الأيام المقبلة سهلة، بل سنكون في مواجهة عاتية تنتقل من «توابع» النظام السوري إلى مجموعة حزب الله وأبواقه وكلاء إيران في خوض أشنع حرب على المملكة العربيّة السعوديّة، وكذلك على الدكتور سمير جعجع الذي ما إن علّق على واقع المنطقة بعد الاتفاق النووي الأميركي ـ الإيراني معتبراً «أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد وليس على التهدئة» حتى خرجت الصحيفة الناطقة بلسان حزب الله وإيران والمتخصصة في نشر الـ»فبركات» باختراع تواصل بُعيد الاتفاق النووي بين جعجع وإسرائيل!!

لن تكون الأيام المقبلة على لبنان سهلة، فالتيار العوني يهدّد بالشارع ورغم حشده الضعيف في المرّة الماضية إلا أنّه علينا أن نعترف أنّه تسبب بخضّه في البلد وإرباك في التدابير الأمنيّة، لذا على الجيش والقوى الأمنيّة أن تتحسّب للعبة الشارع هذه المرة، فميشال عون يريد استدراج قائد الجيش إلى معركة ليطالب لاحقاً باستقالته، هذا من جهة ومن جهة أخرى الحكومة غارقة في ملفّ النفايات الذي بات قنبلة موقوتة إلا أنّها قنبلة معتادة من زمن الحرب الأهلية وهي ليست المرّة الأولى التي نغرق فيها بجبال النفايات،  ولكن الخضّة الحقيقيّة ستكون في مواجهة معها فور عودة سمير جعجع إلى معراب، ونعم؛ نشعر بخوف حقيقي على الرّجل الذي يتأكّد المرّة تلو الأخرى  ومنذ الثمانينات أنّه الرقم «الصّلب والصّعب» في المعادلة اللبنانية.

من يقرأ أسماء ومناصب فريق خادم الحرمين الشريفين الذي شارك في حضور اللقاء مع الدكتور سمير جعجع يُدرك حجم تقدير المملكة لـ»الحكيم» وأنها تتعاطى معه بمستوى زيارة «رئيس الجمهوريّة»، ويُدرك أيضاً عندما يحضر اللقاء إلى جانب الملك سلمان  وليُّ وليِّ العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ورئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد بن علي الحميدان، يُدرك وزن وحجم سمير جعجع «عربيّاً» في هذه المرحلة الخطيرة جداً على المستوى العربي، وهذا بحدّ ذاته سيدفع باتجاه عودة إحساسنا بحجم «الخطر» المحيق به، وأنّ «الهجمة» عليه هذه المرّة ستكون الأعتى من بين سابقاتها، لأنّ الملك سلمان ومعه المملكة تخوض المواجهة الأعتى مع المشروع الإيراني الذي انهار في اليمن مع اندحار ميليشيا الحوثيين الإيرانيّة، وعلينا أن نتوقّع أن تتظهّر هذه الخسارة بشكل أو بآخر على الأرض اللبنانية مع صعوبة وضع حزب الله على محور الزبداني الصامدة حتى اللحظة…

سمير جعجع،رجل لبنان والعرب في هذه اللحظة المفصليّة، ومن لا يُصدّق هذا الكلام فليراقب فقط الأيام المقبلة.