لا شك في أنّ توقيت إجراء مقابلة في مناسبات يحددها أي مسؤول كبير له تأثير كبير على توضيح بعض الأمور التي هي بحاجة الى توضيح.
وكما هو معروف فإنّ موضوع الانتخابات النيابية هو موضوع الساعة، ويمكن القول إننا بدأنا في الخطوة الأولى الجدية في رحلة الانتخابات.
بمعنى أدق هذا الاستحقاق يهم جميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وأحزابهم ومشاربهم.
من هنا نرى أنه كان أكثر من ضرورة أن يطل وزير الداخلية المسؤول الأول عن إجراء الانتخابات في مقابلة يتحدّث فيها بالأسلوب الواضح والصريح المعروف عنه.
صحيح أنّ نهاد من مدرسة سياسية تميّزت بالعقل والحكمة والوسطية، وقد استوقفنا حديثه مع الزميل جان عزيز في قناة OTV الذي تضمّن محطات كثيرة نشير هنا الى بعض منها:
1- تاريخ إجراء الانتخابات بات محسوماً ولم يعد يجدي الأخذ والعطاء والتشكيك… وإن كان لا بدّ من وجود مشككين، وتلك طبيعة الأمور والسياسة في لبنان.
2- يطرح وزير الخارجية جبران باسيل تعديلاً قد يكون مدخلاً الى تعديلات لا مجال لها الآن، ونرى الصواب في موقف الرئيس نبيه بري من رفض التعديل… علماً أنّ رأيي الشخصي هو أنّ هذا القانون هو الأسوأ… ولكن الأولوية اليوم لإجراء الانتخابات.
3- حسم موضوع التحالف مع “حزب الله”، خصوصاً أنّ هناك ربطاً للنزاع لكي تمشي عجلة الدولة… إلاّ أنّ هذا لا يعني أن يتم تحالف بين “المستقبل” و”حزب الله”، فهذا غير صحيح وغير منطقي ومجرّد شائعة كما قال الوزير المشنوق، ومهم قوله في هذه النقطة: لا نتحمّل أن نكون جزءاً من صراعات المنطقة.
4- وأعجبني قول الوزير المشنوق إنّ طبيعة قانون الانتخاب تفسح في المجال أمام التحالف بالقطعة (وليس بالجملة).
5- رداً على سؤال حول العلاقة مع “القوات اللبنانية” كان قول الوزير المشنوق بسيطاً ومهماً في آن معاً: الوقت يحل المشكلات، وقوله أيضاً: “المستقبل” و”القوات” ملزمان بالحوار الهادئ.
6- وكان لافتاً كلامه عن عدم إجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان إذ قال: إنّ الأمر كان يحتاج الى وفاق سياسي.
7- وحول المناقصة في الميكانيك قال إنّه ينتظر ما سيصدر عن مجلس شورى الدولة.
باختصار: أثبت نهاد المشنوق مرة جديدة أنه رجل دولة حكيم، هادئ، يقول كل شيء من دون أن يستفز أحداً أو أي جهة…
وختاماً: عندما سُئل عن المملكة العربية السعودية أعلن أن المملكة هي “خيارنا الوحيد” مهما تعكّرت العلاقة.
عوني الكعكي