دخلنا فعلياً في عطلة عيد الميلاد، وبهذه المناسبة الكريمة لدى الطوائف المسيحية لا يمكننا سوى أن نتذكر كلام السيد المسيح، ومن أهمها: المحبة، التسامح، السلام، من ضربك على خدّك الأيمن فأدر له الأيسر…
ننطلق من هذه المناسبة لنسجّل بعض الملاحظات التي نتمنى أن تصبح برنامج عمل وطنياً لجميع اللبنانيين.
أولاً- نتمنى التخفيف من هذه المقابلات التي تضج بها برامج “التوك شو”، فكما يقول المصريون ليس الإنتقاء موفقاً دائماً “فبيجيبو اللي بيسوى واللي ما بيسواش”.
ويتحمّل المسؤولية في هذه الفوضى الضيف والمضيف اللذان يطلان علينا عبر الشاشات الملتهبة بالاشتباكات والصراعات.
ثانياً- صحيح أنّ هناك عدداً كبيراً من الأقنية التلفزيونية فباتت بالآلاف بعدما كان لا يتجاوز عديدها عدد أصابع اليد الواحدة، ولكن لا يجوز أن تبقى اللقاءات من دون ضوابط.
ثالثاً- هناك منافسة مشتدة بسبب استدراج الإعلانات، فالركض وراء “الرايتينغ” وعبره استدراج الإعلان، فبات السعي وراء “السكوب” هو الأساس، سيان أكان هذا السبق صحيحاً طبيعياً أم مفتعلاً ومصطنعاً وتترتب عليه مضار كبيرة.
رابعاً- الطامة الكبرى هي في “السوشيل ميديا” (مواقع التواصل الاجتماعي) فنتمنى من وزير الإعلام العمل على وضع قانون للمحاسبة، فلا يجوز أن يستمر الفلتان.
فاليوم يعلن الواحد من الناس عن انتشار موقع تواصل إجتماعي في منزله يقتصر العمل فيه على زوجته أو ابنه أو ابنته، ولكن المسألة ليست هنا، إذ يمكن تحويل هذا الموقع الى ساحة للمشاكل والإشكاليات، مع الإعتراف بأنّ لهذه المواقع، أحياناً، فوائد ملحوظة خصوصاً في إيصال المعلومة السريعة الى المتلقّي، وأحياناً كشف جرائم بعينها من خلال صورة التقطت وجرى نشرها على الموقع.
ومعلوم أنّ هذه المواقع لا يترتب على إنشائها أي مسؤولية مباشرة، ولا هي توظف الكثيرين الخ…
خامساً- بات ثابتاً أنه ما دام الوفاق قائماً بين الرؤساء الثلاثة فالدنيا بألف خير، والعكس صحيح ففي حال الخلاف تكون الصعوبة.
فرأفة بالعباد والبلاد يجب المحافظة على الحال الوفاقية… فالبلد لم يعد قادراً على التحمل.
سادساً- ما زلنا نرى أنّ قانون الانتخاب الحالي قد يكون بحاجة الى بعض “الرتوش” وهذا ممكن إذا توافق عليه الرؤساء الثلاثة، كما اتفقوا على إقراره.
سابعاً- صرّح مستشار رئيس الحكومة الدكتور نديم المنلا بأنّ هناك مشاريع إنمائية وبنى تحتية بـ16 مليار دولار…
ونستلخص من هذا كله أنّ البلد في حاجة الى التهدئة والتفاهم والتوافق وبالتالي فكل شيء يمشي على أحسن ما يرام… وفي تقديرنا أنّ بعض برامج “التوك شو” تؤدي دوراً سلبياً جداً وتتسبّب بأجواء لا توافق مصلحة البلد كي لا نذهب الى أبعد في كلامنا.
عوني الكعكي