IMLebanon

تمني 14 اذار وممارسة «حزب الله»؟!

 

جاء تمني الامانة العامة لقوى 14 اذار «التوفيق لاي حوار يؤدي الى تمتين الوحدة الداخلية والسيادة الوطنية وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني» بمثابة وضع الاصبع على الجرح، حيث ان حزب الله لا يعير اهتماما لكل ما من شأنه تمتين الوحدة الوطنية اضافة الى ان نظرة الحزب الى حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، تختلف تماما عما هو مطلوب، وكأن الامور سائرة في غير اتجاهها اللازم، فضلا عما صدر عن الحزب من اتجاه لانشاء مجموعات اهلية مسلحة تشبها بما هو حاصل في الدول العربية التي تعاني من تمزق وطني (…)

ان الجيش اللبناني اثبت مرارا ببسالته وقدرته على المواجهة في اكثر من ساحة، وليس ما يدعو الى الاستمرار في هذه اللعبة الوطنية المكشوفة، الا في حال كانت رغبة في ضرب الاستقرار يوما بعد يوم، حيث يظهر للعيان ان الخلاص الوحيد للبنان واللبنانيين يكمن في وحدة الصف والوقوف خلف الجيش والدولة الواحدة (…)

وفي سياق المواقف التصعيدية التي يطلقها حزب الله عبر وزرائه ونوابه لحثهما على ما يفهم منه انه في حال لم يؤخذ بموقف الحزب، فان «اعمال مجلس الوزراء ستتوقف قبل ان تتطور القضية الى اسوأ مما عليه الان (…) ومن ضمن الذي كان قول احدهم (الوزير السابق سليم جريصاتي) فليأخذوا اجازة حتى ايلو، لتمرير التعيينات العسكرية والامنية، الامر الذي لم يرق لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبر ذلك «تعطيلا» للحكومة كما عطلوا مجلس النواب، مع العلم ان الميثاقية مؤمنة في الحكومة وفي طريقة عقد جلسات مجلس الوزراء (…) بحسب ما يراه الرئيس بري!

ومما قاله جريصاتي «ان غيرنا يسأل عن التعطيل في حال استمر في تعطيله الدستور والقوانين» كما اننا لن نسمح لاحد بان يتنكر لحقوقنا تحت اية حجة كانت، قياسا على الاستقرار المرادف لهذه الحكومة بالذات كوننا نصنعه ونضمنه بقوتنا الذاتية (…) ونحن قادرون بالتالي على ان نفرض الاستقرار على ذاتنا وعلى سوانا، انطلاقا من ان الامن خط احمر، بقرار منا ومن حلفائنا وعلى جيشنا وامننا ان يسهرا عليه؟!

ولان من الخطأ القول ان وجود حزب الله على الساحة اللبنانية بالامكان القول عنه انه رديف للجيش وللقوى الامنية،  يصبح من الضروري سؤال الحزب عما اذا كان يقبل بتشكيل قوى حزبية، او انه يرحب بذلك لانه يؤدي الى انفراط عقد الدولة، حيث لا بد وان يرفض ما لا يقبل به سواه بذريعة اقتناص المواقع وفرض رأيه على السلطة وعلى حزب الله في آن واحد؟!

من هنا يفهم كلام البعض عن سلاح الالوية خارج تنظيم الدولة، والا لن تكون دولة مهما اختلفت  الاعتبارات السياسية والامنية، خصوصا ان الذين من هذا الرأي يعتبرون اوفياء لمؤسسات الدولة، لذا تراهم يسألون دائما وابدا عن مصير الرئاسة الاولى، وما اذا كانت قد انتهت في نظر البعض ومنهم حزب الله وحلفائه في قوى 8 اذار، حيث لا سبيل الى استعادة الدولة وحدتها وقدراتها الا بوحدة البندقية، اقله اعتراف حزب الله بهذه البندقية الواحدة!

ان الذين يحاولون التشبه بــ الحشد  الشيعي العراقي، يعرفون ان مجالات العمل بموجبه في لبنان غير واردة، الا في حال اعتبر حزب الله نفسه اساس الحكم، كي لا نقول انه واحد في الحكم وخارجه، لاسيما ان السبيل الوحيد لحماية لبنان من تداعيات العنف الاقليمي يكون بانسحاب حزب الله من سوريا وترك السوريين «يقبعون اشواكهم بايديهم» قبل ان تتطور الامور بالاتجاه الذي يدمر البقية الباقية من مؤسسات  لبنان وقدراته العسكرية والامنية الذاتية!

لقد سبق القول ان من الخطأ انشاء مجموعات اهلية مسلحة عن يمين الجيش وعن يساره، لما في ذلك من طعن في صدقيته وتهديد لوحدته، بعد كل الذي حصل في لبنان من حروب ومن مواجهات سبق لها ان هزت لبنان في وحدته واستقراره، كما ادت الى نشوب صراعات مذهبية لم تنفع معها مساعي سحب الاسلحة من مخلفات الحرب الاهلية، لاسيما ان بعضهم زعم ان سلاحه وجد لمحاربة العدو الاسرائيلي ومنعه من تكرار اعتداءاته على لبنان؟

ان المعروف عن حزب الله غير المعروف عن حلفائه في قوى 8 اذار، الامر الذي يوحي وكأن البلد مقبل على احداث  بالغة الخطورة بفعل تصرفات حزب الله، فيما تبقى النتيجة واحدة جراء اللعبة السياسية التي يلعبها الحزب وكأن  لا مجال بعد ذلك لاعادة تصويب الوضع العام عملا بالدستور وبالقوانين، حتى وان كان البعض قد فقد الامل بعودة الدولة الى لعب دورها؟!