IMLebanon

عقبال الـ 100 جنرال

غردّ الحكيم معايداً الجنرال ومتمنياً الاتفاق بينهما قبل عيده التالي، فأجابه الجنرال شاكراً، مستعجلاً، وآملاً أن تحصل الخاتمة السعيدة قبل نهاية الصوم المبارك! في الظاهر والمعلن عبر التصريحات أن الحوار بين الطرفين انعكس هبوطاً في مؤشر العداء والتشنج بين “التيار” و”القوات”، لكن المشكلة تكمن في أساس الحوار بين القطبين المسيحيين، والذي يجب ان يمضي في اتجاه انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي، فمن المعيب أن يبقى المنصب شاغراً كل هذه الفترة من دون دقّ ناقوس الخطر.

والسؤال المطروح هو هل يتوصل المتحاوران المارونيان الى الاتفاق على اسم من غير الاسماء الاربعة يكون وسطياً، أم يصرّان على رئيس ينتمي الى أي منهما؟ هذا ما يبدو حتى الساعة أمراً معقّداً، ولا اسم مقبولاً منهما في شكل جدّي. ويكمن المأزق في عدم قبول جعجع بعون رئيساً، ولا الثاني يمكن ان يقبل بالأول، وليس في الأفق القريب أو البعيد أي مؤشر لاحتمال تنازل احدهما للآخر عن سلوك طريق بعبدا، وان كان تنازلهما عن بعض المكاسب والمناصب في ملفات أقل أهمية ممكناً.

حيال هذا المأزق، نسأل القطبين المارونيين المتواجهين: “هل انتما واثقان بأن حلفاءكما يقبلون بما تقبلان به ويرفضون ما ترفضان؟ واستطراداً، هل يقبل “المستقبل” بإمكان تنازل “الحكيم” لعون، والعكس؟ وهل يقبل “حزب الله” و “أمل” بجعجع رئيساً اذا ما قبل عون بذلك؟

وكي لا نذهب بعيداً في الأسئلة والتساؤلات، وهي كثيرة، نقول هل هذه السيناريوات مطروحة أصلاً؟ فلا الجنرال يملك وحده قرار القبول بالحكيم، ولا الحكيم يرضى بالجنرال في قصر بعبدا. فما الجدوى اذن من الحوار والتفاوض والأخذ والردّ؟ وحتى الساعة يبدو مستحيلاً أيضاً قبول الاثنين باسم ثالث يتوافقان عليه مع حلفائهما.

لذا نسأل: ماذا ننتظر نحن اللبنانيين؟ لعلنا نأمل ونحلم ان يتوجه النواب المنتخبون من الشعب الى ساحة النجمة تأميناً للنصاب وانتخاب رئيس، أياً تكن هوية هذا الرئيس واسمه، على غرار ما يجري في كل دول العالم الديموقراطي المتمدن، اذ ليس بالإجماع وحده يكون الرئيس. ففي فرنسا مثلاً يربح الحزب الاشتراكي بنصف الشعب، ونصفه الآخر يذهب الى اليمين ومن يتفوق يربح، وكذلك في أميركا، حيث ينتخب الرئيس من دون أن يحظى بإجماع من الشعب وفقاً للديموقراطية التي لا مكان فيها لمقولة الانتخاب بنسبة 99% في المئة.

من هنا نقول فلتفتح أبواب المجلس ولينزل النواب وينتخبوا الرئيس انتصاراً للنظام الديموقراطي البرلماني الحر وإنقاذاً له… وخصوصاً انقاذاً لماء وجوههم أمام اللبنانيين جميعاً.