لا يوجد مواطن لبناني واحد لا يريد إجراء الانتخابات النيابية التي هي ضرورة للنظام الديموقراطي لا بل أكثر من ضرورة انها واجب وطني.
لا يوجد مواطن لبناني واحد مع الفراغ لأنّ الفراغ يلغي النظام الديموقراطي بالكامل.
لا يوجد مواطن لبناني لا يريد قانوناً عصرياً وجديداً للانتخابات… ولكن الكلام الذي لا نزال نطرحه منذ اللحظة الأولى التي تم فيها البحث عن القانون اننا كنا نقول ولا نزال نؤمن بأنّ الظروف الحالية وواقع الأمور في الوطن وعلى مساحة العالم العربي لن تسمح بأن يكون هناك قانون يجمع… خصوصاً ما قاله بكل صراحة ووضوح دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري إنّه لن يوافق على قانون لا يجمع عليه اللبنانيون، كل اللبنانيين، لأنّ أي قانون لا يوافق عليه جميع اللبنانيين يكون بمثابة وضع البلد أمام حرب أهلية جديدة!
أما رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري فيعلم جيداً وقالها غير مرة إنّه “يربط النزاع” ويضع جانباً الخلاف مع سلاح “حزب الله” لأنّ البلد بحاجة الى إنقاذ، وفي كل التضحيات التي قام بها بالرغم من أنها غير شعبية كان يضع نصب عينيه مصلحة الوطن فوق كل الإعتبارات.
نعود لنقول إنّ الواقع الحالي يشبه الى حد كبير شقيقين اثنين جالسين الى طاولة واحدة، أحدهما يحمل سلاحاً والثاني أعزل فكيف يمكن مناقشة أي مشروع في هذه الحال؟
وحال البلد هي أنّ هناك انقساماً عمودياً بين أبناء الوطن، إذ إن هناك فئة لا توافق على أن يكون هناك سلاح في الوطن غير سلاح الدولة ممثلة بالقوى الشرعية، وفئة ثانية تحمل السلاح بدون رأي الفريق الثاني وتتلطّى وراء عباءة الدفاع عن الوطن.
لذلك، فإنّ العودة الى الانتخابات بأي قانون أفضل بمليون مرّة من الفراغ.
عوني الكعكي