منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها الرئيس سعد الحريري عن تقديم استقالته عبر تلفزيون العربية وعلّل أسباب الاستقالة بالمواقف الايرانية ضد الدول العربية ابتداءً من اليمن ودعم الحوثيين بالمال والسلاح والاستعانة بـ«حزب الله» كمقاتلين وخبراء للتدخل في العراق وتعيين قاسم سليماني الحاكم العسكري لسوريا حيث استعانت إيران بجميع أهل الشيعة أي الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا وإيران والحرس الثوري والأفغانية والباكستانية وطبعاً على رأسهم «حزب الله» الذي بلغت خسائره لغاية اليوم 3000 قتيل و10000 مصاب ومعاق.
صحيح أنّ الرئيس الحريري وجماعة 14 آذار حاولوا ويحاولون يومياً أن يعود «حزب الله» الى لبنان ويترك سوريا ولكن إيران وجماعة ولاية الفقيه، وبسبب الدعم المالي اللامحدود والدعم بالأسلحة، حيث تفيد المعلومات أنّ عدد صواريخ «حزب الله» يبلغ 150 ألف صاروخ… علماً إنّ دعم إيران المالي لـ«حزب الله» منذ العام 1982 ولغاية اليوم وصل الى 70 مليار دولار.
نعود الى الاستقالة وكيف كانت ردود الفعل عليها.
أولاً- رد فعل فخامة الرئيس ميشال عون الذي رفض أن يبحث بهذه الاستقالة قبل أن يعود الرئيس سعد الحريري الى لبنان ويجلس معه وجهاً لوجه لكي يبحث معه في أسباب الاستقالة ولكي يقتنع منه.
وكذلك فعل الرئيس نبيه بري الذي قطع زيارته الى مصر لكي يجتمع مع رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري، وأعلن دولته بعد اللقاء أنّ البحث في الاستقالة مؤجّل، وأنه كما قال «بكير.. بكير… بكير بعد لكي نبحث بالاستقالة».
والزعيم وليد جنبلاط أيضاً مع عودة الحريري أولاً ومن بعدها نبحث في الاستقالة، مثمّناً موقفي الرئيسين عون وبري… وحتى أكثر المعارضين للرئيس الحريري وحكومته أعلنوا بشكل إجماعي انهم مع عودته وضد الاستقالة.
بمعنى آخر هناك اليوم أكثرية مطلقة في لبنان وهناك شبه إجماع لبناني وعربي وعالمي على عودة الرئيس الحريري عن استقالته باعتبار انه الضمانة للوحدة الوطنية وللإعتدال الذي نحن اليوم في أمسّ الحاجة إليه.
وبما أننا نتحدث عن الإجماع العربي فلا بد من أن نتمسّك بأفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ومع دولة مصر (ام الدنيا) لأنّ لبنان من دون العرب يضعف كثيراً، فمصلحته ومصلحة اللبنانيين أن تكون العلاقات العربية في أفضل حال، وهذا معروف تاريخياً أي منذ الاستقلال في العام 1943، ولبنان عضو مؤسّس في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة ومصلحة اللبنانيين كما ذكرنا بالنسبة للسعودية أكثر من ضرورة خصوصاً أنّ هناك 500 ألف مواطن لبناني يعملون هناك وهم من رواد النهضة في المملكة وفي دول الخليج وكذلك هناك 300 ألف مواطن لبناني في دول مجلس التعاون الخليجي.
في الحقيقة إنّ لبنان مظلوم لأنّ إيران تقبض على الدولة اللبنانية من خلال سلاح الحزب وهذا يحرج اللبنانيين… ولكننا نقول إنّه مهما طال الزمن فإنّ هذا السلاح لن يبقى! فكما ذهب السلاح الفلسطيني وكما طرد الجيش السوري بعدما كان واضعاً يده على البلد لمدة 30 سنة فلا بد من نهاية لسلاح «حزب الله» الذي كان للمقاومة فأصبح لإيران ومشاريعها، ونبشّرهم بأنّ نهايته أصبحت قريبة.
عوني الكعكي