يمكن لمن يشاء ان يتناول كيفما يشاء اللقاء بين الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع فمنذ ان توافق القطبان على التلاقي والتحاور والتعليقات لا تتوقف.
ومن يعود الى ما قيل في هذا اللقاء، منذ لحظة الاعلان عنه وحتى اليوم، يتوصل الى نتيجة يقرأ من خلالها ما يريده كلُّ المعلقين … بل قد يصل الى قراءة افكارهم ونياتهم عبر الحروف والكلمات.
فهناك من يزعجه اللقاء في حد ذاته. وهذا الفريق من الناس الذي بينه مقربون من الجنرال والحكيم، يبني وجوده (بمعنى دوره) على استمرار الخلافات الحادة بين الجانبين. فهذا الفريق تسيئه فكرة، مجرد فكرة، توصل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الى التلاقي ولو على الحدود الدنيا من القضايا الشائكة العالقة بين الطرفين، وما اكثرها!
وهناك من يريد الحوار في المبدأ ولكنه يريده على مزاجه ووفق مصالحه … لذلك نراه يغرق في اسداء «النصائح» وربما «المواعظ» ايضا …
وهناك من لا يرى الى الامور الاّ من زاوية تشاؤمية … وهو بالتالي يؤلمه ان يرى الايجابيات!
وهناك داخل القوات وايضا داخل التيار الوطني الحر من لم يهضم بعد لماذا ملحم الرياشي هنا ولماذا ابراهيم كنعان هناك؟ الا يعني ذلك ادوارا وحضورا لهذين الرجلين. ويفوت هؤلاء ان يتوقفوا عند كفاءات ملحم وابراهيم وهما من الوجوه اللامعة، كل منهما في مجاله، اضافة الى ان كلاً منهما يحظى بثقة مطلقة من رأس الهرم في فريقه.
وهناك رابعا (داخل حلفاء الطرفين) من يسيئه ان يتوصل ميشال عون وسمير جعجع الى تفاهم اعمق وابعد مدى من المتوقع، وما يجعلهما اقل حاجة الى حليفيهما. علما ان قيادة كل من الحليفين تؤيد حوار الرابية ومعراب… ولكن البعض هنا وهناك لا يرتاح الى هذا الحوار.
طبعا هناك اخيرا وليس اخر اللبنانيون، من مختلف الطوائف الذين يأملون ان يبلغ حوار الجنرال والحكيم الخواتيم السعيدة وبالذات داخل الصف المسيحي.
وفي تقدير الاوساط الشعبية المسيحية ان للقاء عون وجعجع ايجابيات كبيرة جدا وعديدة جدا، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- صحيح ان احتقانا يجب تنفيسه في الشارع الاسلامي بين السنة والشيعة، ولكن ايضا داخل الطرفين المسيحيين يوجد احتقان كبير لا ينكره او يجهله احد. واللقاء من شأنه ان يخفف هذا الاحتقان.
2- لدى القاعدة الشعبية لكل من عون وجعجع ايمان راسخ بأن لقاءهما بحد ذاته وما قد ينتج عنه من توافق امرٌ يساعد على تذليل عقدة الفراغ الرئاسي.
3- يسود اقتناع لدى المسيحيين بأنّ توافقا وطيدا يتوصل اليه التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من شأنه ان يعطي الموقف المسيحي مناعة تعوض بعضا من الخسائر الفادحة في الصلاحيات الرئاسية.
شخصيا كتبنا هنا مرات ومرات مطالبين الزعيمين بالتلاقي والتوافق …
وعشية لقائهما نرانا نؤيد هذا اللقاء دون تحفظ او تردد او فذلكات.