Site icon IMLebanon

مع المتغيرات في المنطقة هل باستطاعة المسيحي لعب دور المسعف فقط؟

منذ ان أطلق الرئيس الراحل بشير الجميل شعاره الشهير المتمثل بالـ ـ10452 كلم2 مع ما يعنيه من جغرافيا ثابتة للبلد وجمع كافة المكونات الاسلامية – المسيحية في كيان واحد، حتى الساعة تطبيق هذا الشعار على الارض اقله من الجانب المسيحي يتضاءل يوماً بعد الآخر ليس بفعل الخلافات المسيحية – المسيحية فحسب انما هناك واجبات على الشريك الآخر المسلم لم يقم بها حتى الساعة وبالتالي هناك انعدام لثبات اي مشروع وطني يسير به الجميع نحو النهاية وهذا ناتج في مجمل الاحوال من عدم نضوج رؤية موحدة ليس بين المسيحيين فحسب انما انعدام رؤية مشتركة لصيغة الحكم ونهائية الكيان اللبناني، ويقول وزير مسيحي سابق ان حقيقة الامر الظاهرة حالياً لا تبشر بالخير في ظل متغيرات داخلية تتمثل بالديموغرافيا وتحولات اقليمية كانت حتى الساعة الاخيرة مجرد ضابط مكلف من القوى الدولية حفظ الكيان وفق رؤية مختلفة عند كل منعطف، ولذلك فان انعدام التوازن في المنطقة انعكس على لبنان الواقف المنتظر على حافة الهاوية بمجمل أوضاعه السياسية والاقتصادية وصولاً الى السؤال عن مصير البلد برمته.

ومن هنا يعتقد هذا الوزير السابق ان مجمل الطروحات المسيحية حصراً حتى خلال الحرب تمحورت حول الفيدرالية التي واجهت تعقيدات شتى في امكانية تطبيقها وقبولها من الشريك الآخر وهي لم تشكل علاجاً فعالاً لضمان رؤية المسيحي القوي في البلاد او حتى في المشرق وصولاً الى العلمنة التي لم ولن تصل الى الشاطئ الآمن، وهذه الموانع لهذه الطروحات ومع مرور الوقت ترسبت في اعماقها جملة مفاهيم نهائية او حتى اعتقاد راسخ واكيد ان المسيحي ما عاد يدور في هذا الاطار بل هناك توجه كبير وواسع الى تثبيت مفاهيم الوحدة الوطنية الشاملة انطلاقاً من عدة مؤشرات أولها سلسلة التفاهمات التي أرساها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من تفاهم مار مخايل وصولاً الى سلسلة من عقود النيات الحسنة مع مجمل الاطراف مسيحية كانت ام اسلامية اعتقاداً منه حتى عندما كان خارج القصر الجمهوري ان نهائية القول والفعل والمصير للمسيحيين هو بالتعايش الفعلي الصادق مع شركائه في الوطن بعيداً عن هلوسات جديدة وهي بالفعل كذلك ينطبق عليها الامر وفق الواقع المعيوش والحاضر التعس لمفهوم الجماعة المسيحية الحاكمة وهذا أمر اصبح من الماضي ولا يمكن العودة الىه قطعياً.

ولا تخامر هذا الوزير السابق خطيئة ما جراء القبول بلبنان الكبير في حين كان يعتقد البعض ان هناك أملا بالحياة للبنان الصغير، ولا شك يضيف الوزير السابق في ان للمسيحيين أيادي بيضاء في تاريخ لبنان ان من خلال العمل على تثبيت الديموقراطية او الاكثر مشهدية ورؤية هو اعتقادهم انهم بدفاعهم العام 1975 عن لبنان وانشاء المقاومة لردع الفلسطيني عن غيّه في استباحة الوطن كانوا بذلك يدافعون عن الوطن بكامله حسب المفهوم الوطني الذي انطلق منذ ايام الجبهة اللبنانية والتي ما سميت يوماً جبهة مسيحية بل قائمة على حماية الوطن وان الافرقاء الآخرين كانوا خلال ذاك الزمن مضللين من قبل قوى اقليمية ودولية وبذلك يعتقد المسيحيون انهم قدموا حماية للمسلمين من الاعتداءات الفلسطينية وغيرها ولم تقتصر الفائدة على الجانب المسيحي بل توسعت الى النواحي الوطنية كافة، وباعتقادهم ايضاً كان الوجود السوري  كاحتلال ولا بد من مقاومته فيما اعتقد الآخرون انه سبيل للحفاظ على وحدة لبنان.

ومن هنا ينطلق الوزير السابق للاضاءة على مشكلة الوحدة الوطنية التي هي في مطلق الاحوال ايضا مشكك بها من خلال الاقتتال لنيل كل طرف حصته الطائفية وهذا الامر يزداد يوماً بعد الاخر بشكل راسخ في عقول اللبنانيين جميعاً سبيلاً للقول ان كافة الطروحات لم تصل الى الطريق المنشود وبذلك على المسيحي وليس غيره استنباط الحلول ما دام الآخرون لديهم اجندات وجوانح اقليمية تقيهم هذا الانقراض القائم في المنطقة، ولكن ليس على خلفية الضعف في الموقف يتم اطلاق المبادرات انما بحثاً عن موقع قدم ثابت وراسخ لمسيحيي لبنان والشرق ما دامت مسألة بقاء هؤلاء منوطة بأولئك الذين تركوا ديارهم نحو المجهول مع تجاهل كلي لزمن كانت للمسيحيين الأم الحنون والعطوف وباتت فرنسا بالذات بحاجة الى من يعطف عليها، اذن يختم الوزير السابق بالتأكيد ان الازمة هي مسألة وجود او محو عن وجه الارض مع غياب عامل الصليب الاحمر لاسعاف جرحى الآخرين في الوطن، حتى هذا اصبح موضع شكل فيه؟؟