IMLebanon

مع بدء السباق إلى البيت الأبيض متى يعود السباق إلى بعبدا؟

في التقويم التاريخي، نحن اليوم في بداية السنة الحادية والأربعين على الحرب اللبنانية.

في التقويم الرئاسي، نحن اليوم في الشهر الحادي عشر على الفراغ الرئاسي.

في التقويم النيابي، نحن في عهدِ مجلس نيابي ممدّد له بعد العجز عن إجراء إنتخابات نيابية عامة، وحتى فرعية.

في التقويم المالي، نحن في السنة العاشرة من دون موازنة وفي ظل صرف على القاعدة الإثني عشرية على رغم انّ وزير المال علي حسن خليل أعدّ مشروع الموازنة ضمن المهلة القانونية.

في التقويم الأمني، وزير الداخلية ينتقل في خطته الموضوعة من بندٍ إلى بند في تنفيذ الخطة الأمنية، غير آبه بالتهديدات والأصوات المرتفعة المعترضة.

في تقويم السلامة العامة، وزير الصحة وائل أبو فاعور ينتقل من ملف إلى ملف ومن مستشفى الى مستشفى، ومن سوبر ماركت الى سوبر ماركت، ومن سلعة الى سلعة، في سباقٍ مع الوقت لفصلِ ما هو مطابق، وهو قليل، عما هو غير مطابق، وهو كثير.

في التقويم الديبلوماسي، الرئيس سعد الحريري يتنقّل من عاصمة إلى عاصمة سعياً وراء عدة أهداف:

الهدف الأول، إبقاء الوطن اللبناني على الخارطة الدولية بعدما كاد أن يصبح منسياً.

الهدف الثاني، إبقاء الملف اللبناني في دائرة الإهتمامات سواء عربياً أو دولياً.

والهدف الثالث، المحاولة قدْر المستطاع الدفع في إتجاه تحقيق الهدف الأساسي وهو إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

من السعودية إلى قطر ثم محطة ثانية قريباً في واشنطن لاستكشاف آفاق المرحلة دولياً وانعكاسها على لبنان.

محطة قطر جاءت من ضمن الديبلوماسية النشطة التي يطبقها الرئيس الحريري، حيث استقبله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في حضور الوزيرين السابقين باسم السبع وغطاس خوري والسيد نادر الحريري والمستشار الاعلامي هاني حمود. وحضر عن الجانب القطري: وزير الخارجية الدكتور خالد العطية، رئيس الديوان الشيخ خالد بن خليفة، سكرتير الأمير للشؤون السياسية علي بن فهد الهاجري، مدير إدارة الدراسات والبحوث في الديوان محمد بن ناصر الهاجري ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السفير سعد المهندي.

على مدى ساعة، تناول اللقاء ملف اليمن في إطار عاصفة الحزم، وجهود قطر لإنهاء مأساة ملف العسكريين المخطوفين وتأمين عودتهم سالمين.

لم ينقضِ النهار إلاّ وكان الرئيس سعد الحريري في الرياض مستقبلاً وزير الداخلية نهاد المشنوق.

***

في هذه المحطات تبدو المهمات السياسية من أصعب المهام، فعواصم القرار لديها كَمٌّ هائل من الملفات تبدأ من اتفاق الإطار في لوزان وصولاً إلى الحرب في اليمن مروراً بالملفات العالقة مع موسكو في اوكرانيا. الرئيس سعد الحريري في هذه المهمة شبه المستحيلة يبذل الجهود كمَن يُفتّش عن إبرة الحلول في جبلٍ من القش: الإستكشاف من الدوحة مهمّ وضروري خصوصاً انّ قطر هي جزء من التحالف العربي والخليجي لإعادة الشرعية إلى اليمن.

أما المحطة الأبرز فستكون في واشنطن التي تتزامن زيارته اليها مع بدء السباق الأميركي إلى البيت الأبيض، التوقيت ذكي فلا بأس أن يكون الكلام عن انّ الديموقراطية كلٌّ لا يتجزأ، فكما انّ هناك سباقاً رئاسياً في واشنطن، وقد استهلته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، فلماذا لا يبدأ سباقٌ رئاسي لبناني إلى بعبدا خصوصاً انّ هذا السباق تأخر حتى الآن قرابة السنة.

***

في مطلق الأحوال، التحديات كبيرة ويُفتَرَض أن تتواكَب لئلا يبقى البلد على قارعة الإنتظار.