بالرغم مما نعرف من حسن نية لدى الرئيس نبيه بري من وراء طاولة الحوار الجامعة، وأيضاً من وراء طاولة الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»… وبالرغم من النتائج النادرة، ولكن يبدو أنّ الأمور أكبر من الجالسين حول الطاولة.
جردة حساب بسيطة تثبت أننا على امتداد ثلاث سنوات لم نصل الى أي مكان.
لذلك فكل هذه اللقاءات، وهذه التصريحات، وتلك البيانات… لم توصل الى أي مكان… وربما كان العكس صحيحاً، إذ انّ طاولة الحوار بدأت تولد الصراعات.
ساعة يتحدثون بالرئيس،
ساعة بالانتخابات وقانونها،
ساعة ثالثة: ماذا قبل: الانتخابات الرئاسية أو قانون الانتخابات؟
والنتيجة: الفراغ الرئاسي مستوطن… ولا قانون انتخابات جديداً…
أي أننا في مراوحة قاتلة بالرغم من صعوبة الأزمات وتفاقمها.
وقد يسأل البعض: طيّب، ولكن أين الحلول؟
بصراحة: هناك حل واحد عملي لا بديل له وهو النزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية، والتوقف عن النظريات من هنا والنظريات من هناك.
علماً أنّ هناك مَن يقول بالسلة… سلة أو كيس؟ هذا تهرّب من المسؤولية، الأمر الطبيعي أن ينتخب المجلس النيابي رئيساً للجمهورية والرئيس يجري بدوره استشارات تنتهي بتسمية رئيس الحكومة الذي يكلف تشكيلها.
أما الكلام عن شروط وشروط مقابلة قبل انتخاب رئيس للجمهورية، فهذا هرطقة وتهرّب من المسؤولية والواجب الوطني والديموقراطي والدستوري أيضاً ألا وهو انتخاب رئيس وإنهاء حال الفراغ.
أمّا الذين يتحدّثون عن الميثاقية، فعندما ينزلون الى المجلس ويكون هناك نصاب قانوني يكونون يحافظون فعلاً على الميثاقية.
مرة ثانية نعود الى موضوع طرحه الدكتور سمير جعجع وهو الخوف من «الشخص» فنؤكد على أنه بعد «الطائف» تغيّرت الأمور وأصبحت السلطة الحقيقية في عهدة مجلس الوزراء مجتمعاً، ذلك فإنّ هذا التخوّف في غير مكانه.
ونكرّر إيماننا، وبكل صدق، بأنّ الطريق الوحيد الى الحل هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهي الخطوة الأولى التي تفتح السبيل الى حل المشاكل والأزمات.
و نورد مثالاً بسيطاً على ذلك وهو أنّ الرأس هو الذي يحرك الجسم بأعضائه كافة، ورئيس الجمهورية هو رأس الجسم، ولا يمكن أن يمشي الجسم أو يتحرّك أو ينتج أو… من دون رأس.