IMLebanon

من غير استئذان

… وفي الثالث عشر من نيسان تحضر الذكرى.. من غير استئذان ..معفرة بآلامها.. بمئتي ألف شهيد ومعوقين وجرحى ..

تحضر ..مجبولة بحزن لم ينقطع بعد..مضرجة بأسئلة لم تجد جوابا حتى الساعة عن مفقودين ومعتقلين ومخفيين بسكنون قلوبا يجف فيها الدم على مدار أيام الانتظار، لكن لا تزال تنبض أملا بمعرفة مصير ابن او زوج او اخ او صديق.

من دون استئذان تحضر ذكرى الحرب منذ العام 1975 بكل فظاعات تركت.. وثمة من لا يزال يتقن الرقص على حافة الهاوية .. ومن دون استئذان أيضا يحضر السؤال :هل انتهت الحرب؟!.

نعم انتهت.. آمنا منذ الطائف انها انتهت ،لكن ثمة من لم يؤمن بعد.

قلنا انتهت.. هي حققت أغراضها ?…ظننا لكنها مستمرة وتغلغلت ،فكرا ونهجا ..

نقاتلنا ولا نزال..انها ارادة الحرب التي حققت أغراضها ،وتغلغلت ،فكرا ونهجا ، لذا تعالوا نكشف عرينا بلا وجل لعل سوط الحقيقة يلهب عرينا فنكتسي ثوب السلام:

تقاتلنا ونتقاتل ،بضجة حينا وبصمت أحيانا وبهمس في كل حين..نفكر مذهبيا..طائفيا..ونقول :نحن أخوة.

بعضنا تخلص من السلاح أو كره السلاح ..وبعضنا حدث السلاح وكدس ويشهره في كل مناسبة ويرفعه مع كل سبابة وخطاب.

حاولنا دولة .. لكن كلما انتعش فيها مؤشر حياة يسقطه استقواء بسلاح.

حاولنا اعمارا وتنمية واستقرارا وتطوير انتاج ورغد عيش ..أفسدنا الفاسدون وعطلنا المعطلون.

رفعنا راية عشق الحياة ..واجهتنا رايات سود .

ونسأل : ماذا أردنا من الحرب وماذا حصدنا؟!.

انتفضنا ضد الفقر ..ازداد الفقراء فقرا وازداد عدد الفقراء

انتصرنا للعروبة ..تشظى العرب وارتفع منسوب تباعدهم

انتصرنا لفلسطين .. غاب حلم التحرير وأحلام العودة

قاتلنا من أجل وطن حر ديموقراطي متطور..حصدنا طائفية تتعمق ومذهبية تطل بكل قبحها وتسلط مدجج بالسلاح

قاتلنا ضد التقسيم .. انقسمنا طوائف ومذاهب ..الكل يخاف الكل..

تقاتلنا كثيرا ..أما آن لنا أن نستريح؟

آن لنا..فتعالوا نحافظ على التنوع في بلد ال 18 طائفة وخليط الجنسيات .

حققنا حتى الساعة بطولة مشوبة بالحذر والخوف اسمها الطائف والسلم الأهلي ..فتعالوا نحصن هذه البطولة ونفعلها ونخرجها من دائرة القلق والخوف والحذر وارادة الخارج فيبقى لنا وطن.