إزاء السلبيات العديدة، التي ترافق الاستحقاق الانتخابي النيابي العام، ثمة فسحة مضيئة في السماء اللبنانية الملبدة بغيوم دكناء ترافق الاستعدادات التي تُجرى تمهيداً للعملية الانتخابية، وهي تتمثّل بإقبال المرأة على خوض «المعركة» بكثافة ملحوظة.
صحيح أن بعض الترشحات النسائية لها طابع استعراضي، وهذا مشهد ليس وقفاً على المرأة وحدها، إنما ينطبق على كمٍّ كبير من المرشحين الذكور.
في أي حال نحن نرحّب بهذا الإقبال النسوي على بداية مشوار جدّي نحو ساحة النجمة لتأخذ المرأة في لبنان دورها الوطني المرجو، إذ بدونه تبقى حياتنا الوطنية عموماً، والتشريعية تحديداً، منتَقَصة وحتى عرجاء.
من هنا نقول إننا نرحب بأن تأخذ المرأة دورها بيدها، ونشدّد على كلمة «تأخذ»، لأن الأدوار تُؤخذ ولا تُعطى… كما أن الأدوار مثل الأواني الفارغة، إذا لا يملؤها صاحبها يملؤها سواه، وحتى الهواء يملؤها!
وأود أن أشير في هذه السانحة إلى أن صديقاتٍ محترمات يأخذن عليّ أنني أعارض «الكوتا» النسائية( فقط في السلطة التشريعية وليس في السلطة التنفيذية على الصعيد الحكومي إلخ…). موقفي هذا ينطلق من اقتناعي بوجوب تحفيز المرأة اللبنانية على أن توسّع نضالها لتتوصل إلى حيثية شعبية تخوّلها أن تقدم نفسها إلى الجمهور، فتنتزع نيابتها باستقطاب المواطنين ليندفعوا إلى أقلام الاقتراع.
وأنا أدّعي أن المرأة اللبنانية تمتلك من القدرات والطاقات والكفاءة (و…) ما يضعها على قدم المساواة مع الرجل، إن لم تكن تتجاوزه في مواقع عديدة ومجالات كثيرة.
وفي تقديرنا أن مشاركة المرأة اللبنانية في لوائح انتخابية وازنة ستكون علامة مشرقة للذين يشكلون تلك اللوائح… ونذهب إلى الأبعد، فنقول إن اللوائح التي لن تُشرك المرأة في عدادها يجب أن يعاقبها الناخبون، وخصوصاً الناخبات… فعندما نحثّ المرأة على أن تأخذ قرارها ودورها بيدها نرى أن البداية تكون بتضافر جهود النساء في مختلف الدوائر الانتخابية وتضامنهن مع المرشحات لإعطائهن «الصوت التفضيلي»… وهذا يوازي «الكوتا» عن حق واستحقاق.