مشاركة المرأة في الانتخابات علامة فارقة في الحياة السياسية… ونوع من التغيير
ثلاث مرشحات من جيل الشباب يخضن غمار الانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين للمرة الاولى، موزعات بين مستقلين ومن الحراك الاحتجاجي الذي أفرزته انتفاضة 17 تشرين، اي من خارج الارث السياسي او العائلي التقليدي كما جرت العادة.
والمرشحات الثلاث هن المستقلة الدكتورة غادة ايوب ابو فاضل المدعومة من «القوات اللبنانية»، في لائحة «وحدتنا في صيدا وجزين»، الناشطة المهندسة هانية الزعتري في لائحة «نحن التغيير» المدعومة من حراك «مدينتي» وإئتلاف ثورة تشرين»، والناشطة المستقلة رنا الطويل في لائحة «صوت للتغيير»، وقد شكلن علامة فارقة في التنافس الانتخابي والسعي نحو تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية اللبنانية بعدما تبوأت مراكز عليا في مختلف المجالات، غير ان تمثيلها في البرلمان بقي محدوداً، بانتظار اقرار مشروع قانون «الكوتا النسائية» الذي سلك طريقه الى المجلس النيابي ولكنه لم يقر.
وتقول المرشحة المستقلة الدكتورة غادة ايوب ابو فاضل لـ»نداء الوطن» انها المرشحة النسائية الوحيدة عن المقعد الكاثوليكي في جزين، وهذا بحد ذاته يعطيها دفعاً للعمل المضاعف والفوز، في ظل عدم اقرار «الكوتا النسائية»، مضيفة «نخوض المعركة وفق قناعة بأنها معركة سيادية وتغييرية وتشكل نافذة أمل لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع ككل والمرأة، وفرصة سانحة للتعبير عن رأيها سواء كانت اكاديمية او ثورية او مستقلة، بهدف السعي نحو التغيير وفتح الطريق امام غيرها من النساء للمشاركة الفاعلة.
الدكتورة أيوب المعروفة بدورها الفاعل في خدمة المجتمع الصيداوي – الجزيني ونشاطها في مختلف النشاطات وبحركتها التي لا تهدأ، تأمل ان تعطي المرأة صورة جديدة للعمل السياسي في المنطقة، تأكيداً لمقولة ان وجودها في مراكز القرار يقلل نسبة الفساد، وهو ما يحاكي آمال الناخبين وهو ما يريده الناس في هذه الايام الخانقة، متمنية ان «تحقق الفوز كي تتمكن من المشاركة في العمل التشريعي تحت قبة البرلمان لتكون عند حسن ظن الناس وتطلعاتهم».
اما المرشحة رنا الطويل في لائحة «صوت للتغيير» فهي طبيبة اسنان وتعمل بين لبنان والسعودية وناشطة مستقلة شاركت في الحراك الاحتجاجي منذ بدايته واتخذت قرار الترشح لاستكمال تحقيق هدف التغيير.
وتعدّ الانتخابات النيابية في العام 2022 هي الأكبر من حيث عدد المرشحين منذ سنوات طويلة، اذ ترشح 1043 بينهم 155 امرأة، بينما ترشح 976 بينهم 111 امرأة في انتخابات 2018، فيما ترشح 702 بينهم 12 امرأة عام 2009، و484 بينهم 16 امرأة في 2005، وتمثل الجنوب النائبتان بهية الحريري عن تيار «المستقبل» في صيدا وعناية عز الدين عن حركة «أمل» في صور، دون ان تشهد باقي المناطق سواء في جزين او الزهراني او النبطية او مرجعيون او بنت جبيل اي تمثيل للمرأة. وتقول المرشحة في حراك «مدينتي» و»ائتلاف ثورة 17 تشرين» المهندسة هانية الزعتري لـ»نداء الوطن» ان تخصصها في هندسة الميكانيك – مهنة الرجال حصراً، اعطاها اول الدوافع لكسر التقليد، ثم خاضت تجارب ثورة تشرين ومجموعاتها مروراً الى «النقابة تنتفض» والترشح لمنصب النقيب، وصولاً الى الترشح للانتخابات النيابية»، مضيفة: «لقد قررت الترشح لكسر التقليد وادعو الناس الى الانتخاب بعيداً من العواطف والتبعية بل المرشح الذي يؤمن الخدمات لكل الناس بالتساوي وعبر الدولة وبكرامة، وادعو النساء بشكل خاص الى ممارسة حقهن بالاقتراع بحرية والمشاركة بكثافة لانه من المهم جداً ان ندعم بعضنا البعض».
المهندسة الزعتري لم ترث العمل السياسي العائلي، فوالدها هاني الزعتري طبيب عيون وتؤكد «لست مشروع زعيم ولكنني أسعى لبدء عمل سياسي جديد في مدينة صيدا، وممارسة العمل السياسي بشفافية وديمقراطية، لانني اعتبر الثورة بداية التغيير ومشاركة المرأة نوع آخر من التغيير. شعار العدالة عبارة عن ميزان تحمله امرأة، فلننتخب المرأة في هذه الدورة ونرى كيف ستسعى لتحقيق العدالة».
وتتمثل خمس سيدات في البرلمان اللبناني اليوم هن: «بهية الحريري، ستريدا جعجع، عناية عز الدين، ديما جمالي ورولا الطبش»، وقد وصلن بدعم من الاحزاب والقوى السياسية واستطاعت غالبيتهن لعب دور بارز في الحياة السياسية والبرلمانية لتحفيز النساء على المزيد من المشاركة في الحياة السياسية تحت قبة البرلمان.