IMLebanon

تَساءل «لافروف» عن الجيش الحر.. فجاءه الرد «بمجزرة الدبابات»

< حملة إعلامية موسعة على الصعيد الداخلي والخارجي تقوم بها الحكومة الروسية، لتبرير تدخلها العسكري في سورية، وإقناع شعبها الروسي بشرعية هذا التدخل وأهميته، وأنها جاءت للحرب ضد الإرهاب، واتضح منذ أول يوم للغارات الروسية أن الإرهاب الذي يعنيه الروس، يشمل ويسع كل ما هو معارض لنظام الحليف بشار الأسد، الذي يواصل بدأب وبلا هوادة تدمير بلده وتهجير وقتل شعبه لخمس سنوات بلا رحمة.

الجيش الحر والمعارضة المعتدلة وبقية الفصائل التي تقاتل ضمن جيش الفتح على خطوط التماس في جبهات حماة وحمص وحلب، كانت المستهدف الأول من الغارات الجوية كافة، وذلك في محاولة منها لإبعادهم عن مواقع الخطر الذي يتهدد النظام، وأما «داعش» لم يأت إلا في ذيل وقائمة أولوياتها.

الحملة الإعلامية الروسية لم تكتف بالترويج لمبررات التحرك العسكري، بل أخذت على عاتقها مواجهة المعلومات والأخبار التي توردها وسائل الإعلام المختلفة، مرة لتكذيب المعلومات حول سقوط ضحايا مدنيين خلال أولى الضربات، ومرة أخرى للدعاية حول التفوق الروسي في حربه ضد الإرهاب.

وفي هذه الحملة التي تخوضها روسيا، تساءل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بصورة استنكارية أن روسيا مستعدة للاتصال بـ«الجيش الحر» في سورية إن كان موجوداً أصلاً؟ فأتاه الرد والجواب صريحاً واضحاً من الجيش الحر باللغة العسكرية ذاتها التي جاء بها إلى سورية، وكانت المفاجأة من ذلك الجيش الذي خفت نجمه، وتوارى تأثيره الميداني في الأعوام الثلاثة الماضية، وظن الكثيرون أنه أصبح جزءاً من ماضي الثورة السورية، فعاد إلى الساحة مرة أخرى، وسطر أروع الملاحم والبطولات، بتصديه للهجوم البري الكبير غير المسبوق الذي شنّته قوات النظام، المدعومة من الميليشيات الأجنبية والمحلية براً، وبغطاء جوي روسي على ستة محاور في وقتٍ واحد. إذ حظي هذا الهجوم باهتمام بالغ وبتغطية ودعاية إعلامية كبيرة، من الروس وجيش النظام السوري، فقناة روسيا اليوم اللسان المتحدث بالتدخل الروسي عنونت عنواناً بارزاً لذلك الهجوم: «السوخوي تضع المبادرة بيد الجيش السوري، ليتحول من الدفاع إلى الهجوم»، وإعلام النظام ظل يردد الأغاني الوطنية ابتهاجاً بانطلاق حملته العسكرية، وأشارت المعلومات إلى أن القصف شاركت فيه راجمات صواريخ حديثة روسية الصنع تستخدم للمرة الأولى في المعارك على الأراضي السورية، ولكن الجيش الحر وبمشاركة فصائل «أحرار الشام» و«فيلق الشام»، تمكن من التصدي والإفشال لهذا الهجوم، وأدت صواريخ تاو الأميركية، التي تملكها قوات الجيش الحر بتدمير 25 مدرّعة ودبابة لقوات النظام، خلال أقل من ستّ ساعات. وهو الأمر الذي لم يحصل أن وقع من قبل، لتضطر قوات النظام إلى التراجع من جميع النقاط التي تقدمت إليها، وتستعيد قوات المعارضة زمام المبادرة، وتكسب أولى الجولات، وبانتظار معركة جديدة تخوضها في منطقة سهل الغاب بريف حماة، وبذلك تكون فصائل الجيش الحر تمكنت من استثمار الضخ الإعلامي الذي رافق التدخل الروسي الأخير في سورية لمصلحتها، لتتمكن من إثبات نفسها على الأرض بعد يوم واحد فقط من نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجود الجيش السوري الحر أو المعارضة السورية المعتدلة على الأرض. الأمر الذي دحضه النصر الكبير الذي حققته فصائل الجيش الحر بريف حماة أخيراً، ولا شك في أن هذا الانتصار الذي حققته المعارضة سيشكل دافعاً قوياً في رفع معنوياتها، ولعل من الأمور التي أسهمت في تعزيز قوة الجيش الحر واستعاد شيء من مكانته وقوته، هو إدراكه بأهمية توحيد تجمعاته وفصائله بدلاً من تفرقها، لذلك بعد أن توحد 16 فصيلاً تابعاً للجيش السوري الحر في غرفة عمليات مشتركة باسم «جيش النصر» منذ أقل من شهر ونصف الشهر، بهدف تحرير محافظة حماة بالكامل، استطاع توجيه صفعة قاسية للروس وجيش النظام وميليشياته، بل إن الصواريخ والغارات الروسية، كان لها دور كبير في توحد صفوف وفصائل المعارضة. وعلى غرار جيش النصر، أعلن مطلع هذا الأسبوع وتحت علم الثورة السورية المعروف ولادة وتشكيل «جيش الشام»، وهو جيش يهدف إلى توحيد المجموعات المقاتلة الصغيرة، غير المنضوية تحت راية فصائل كبرى، وأكد أن «الهدف الأساس للتشكيل الجديد هو محاربة داعش»، إذ استهل أعماله القتالية بالمشاركة في الهجوم المعاكس الذي نفَّذته الجبهة الشامية، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وفيلق الشام من أجل استعادة النقاط التي احتلها تنظيم «داعش» بريف حلب.

المعارضة هي بحاجة ماسة إلى خطوات أكثر في إذابة الفروقات، والتنسيق والتوحد في ما بينها، وعلى أصدقاء سورية عبء مد «المعارضة» بالسلاح النوعي، الذي يعيد التوازن إلى المعركة في سورية، فالروس وجيش النظام سيسعون إلى تضييق الخناق وقطع طرق الإمداد.