قال سائلاً: هل تعرفون ما أخطر ما يجري على ساحتكم من أحداث خطيرة وخطرة؟
وتعددت الأجوبة على سؤال الديبلوماسي الغربي في ذلك اللقاء الذي عقد في الشمال الى طاولة السياسي البارز. بعضهم ربط جوابه بالتطور الأخير في قرار المملكة العربية السعودية وقف المساعدة العسكرية الى الجيش وقوى الأمن الداخلي. بعضهم الآخر تحدث عن إستقالة الوزير أشرف ريفي وعدم تقديم الوزير نهاد المشنوق استقالته التزاماً بكتلة المستقبل ورغبة زعيمها الشيخ سعد الحريري. ثالث تحدث عن «المحطة البارزة» بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان سواء أكانت دائمة أم متقطعة أم قصيرة.بعضهم الرابع قال: إنعكاس وقف اطلاق النار على لبنان. وقال سواهم: الحدث الأهم هو التزام قطبي 14 آذار سعد الحريري وسمير جعجع بأن يكون رئيس الجمهورية أحد قطبي 8 آذار المسيحيين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، مضيفاً أنّ الحدث الأبرز هو مصالحة معراب بين زعيمي «التيار» و»القوات». المتحدث السادس والأخير قال: الحدث الأهم هو ما يستتبع القرار السعودي من قرارات عربية طلائعها تخفيض عواصم خليجية مستوى تمثيلها الديبلوماسي في لبنان. (وفعلاً بدأ ذلك بقرار دولة الإمارات العربية، أمس، ليس بخفض تمثيلها الديبلوماسي إنما، مرحلياً، بخفض عدد أعضاء بعثتها في بيروت كما قررت مع المملكة تحذير الرعايا من زيارة لبنان وكلتاهما طالبتا الرعايا الموجودين في لبنان مغادرته!).
وعلّق السفير قائلاً: ما ذكرتموه، كله. مهم وبارز ويترك ذيولاً وتداعيات جذرية وإن فاتكم، جميعاً، أن تذكروا قضية جنود الجيش وعناصر قوى الأمن الداخلي المخطوفين لدى داعش، بعد تحرير رفاق السلاح الذي كانوا لدى النصرة… إلاّ أنّ الأهم، في نظري هو أن تلك التطورات كلها لم تسفر عن أي تغيير في المسار وكذلك في العقلية السياسية…
وأضاف شارحاً: ما زلتم حيث أنتم وكأن شيئاً لم يحدث. مع ان كلاً من تلك التطورات كفيل بأن يحدث هزّة، وزلزالاً بالأصح، لو جرى مثله في أي بلد من أقطار المعمورة (مستدركاً: ناهيكم بمسألة النفايات) لكانت سقطت حكومات وتبدلت سياسات (…).
واستطرد يقول: مع ذلك كلّه لم تتقدم عندكم الإنتخابات الرئاسية خطوة واحدة، ولم يتوصل الحواران (الثنائي: بين حزب اللّه والمستقبل، والعام بين رؤساء الكتل النيابية) في عين التينة الى الإتفاق على بند واحد «عملي». ومن كان منكم في حماية هذه الدولة ازداد التصاقاً بها، ومن هو تحت ظلال تلك الدولة، المعادية للأولى، ازداد ايضاً التصاقاً بها. وانتم عاجزون عن (ومستدركاً: وبعضكم لا يريد) إيجاد حل لأزمة النفايات. وأنتم غير قادرين (لأسباب عديدة) على إجراء إنتخابات نيابية… وإنتخاباتكم البلدية «ليست مضمونة الإجراء».
وختم أنتم واقفون على فالق زلازل رهيبة ولكنكم (واسمحوا لي بها) غافلون عمّا يتهددكم؟!… فمتى ستستفيقون هل عندما يعلنكم العالم دولة فاشلة؟!. أو تظنون أنكم لستم سائرين الى مثل هذا الإعلان؟!