قلَّة بين كبار المسؤولين والقادة المتزعمين تملك مفاتيح الأسرار والأسباب الحقيقية التي تحول حتى الآن بين اللبنانيين وملء الفراغ الرئاسي.
صحيح أن الدول الكبرى والصغرى في الشرق والغرب قد أخذت علماً باهتزاز الوضع اللبناني جرّاء منع مجلس النواب من انتخاب ر رئيس جمهورية، إلا أنَّ ذلك لا يقدِّم ولا يؤخِّر.
فالمطلوب تمكين بلد الثماني عشرة طائفة، والمستضيف نحو مليوني سوري وفلسطيني من مغادرة “نقطة الالتباس”، أو “دائرة الأوهام”، أو “طلاسم المظلَّة الدوليّة” الى حيث كانت الحياة تقوم بدورتها الطبيعيّة بانتظام كامل.
حتى وإن كانت التطمينات الدوليّة تُنقل جواً وبحراً الى العاصمة التي لا تختلف أيامها وأحوالها عمّا يدور حولها.
لقد أخذ اللبنانيّون علماً بهذه التطمينات التي حمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون جزءاً منها الى بيروت… مصحوبة بابتسامات ووعود، سبق لهم أن سمعوا مثلها مراراً، لكنها بقيت مجرَّد كلمات مكتوبة على سطح المياه.
وها هو الوضع اللبناني بفراغه الشامل، وشلله الكامل، والتعطيل الذي جرف بطريقه دورة الحياة العادية، وسَربَل كل وسائل الانتاج ومصادر الرزق وحقول العمل… ها هو يُلقي عليكم السلام.
واشنطن أخذت علماً من زمان بالفراغ الرئاسي، هذا إن لم تكن قد شاركت في صنع القرار، أو غضّ الطرف عنه. اما باريس والعواصم الأوروبية فقد جرَّبت حظها مع إيران وعادت بخفَّي حنين.
نعم، أدري ما سيقوله بعضهم الآن وهو يقرأ “نهاريات” اليوم: اشكروا ربَّكم يا لبنانيين أنكم تعيشون في بلد آمن مستقر ويعيش حياة طبيعيَّة، فيما الدنيا قائمة قاعدة من حول لبنانكم، وفي الوقت ذاته تستقبل سوريا الدفعة الأولى من “هدايا “الفَدْرَلة” التي يمكن أن تستدرج الأوضاع السوريَّة وأبعد منها الى ما هو أسوأ وأخطر.
الى حدٍّ ما هذا الكلام يعكس شيئاً بل أشياء من تطوّرات ومفاجآت لم تكن تخطر في بال أحد.
استناداً الى هذه المستجدات، التي تشغل البال أكثر مما هو مشغول، يتطلّع اللبنانيون الى الخارج والداخل، الى إيران التي تضع “الورقة اللبنانية” في جيبها كما الى البيت الأبيض وقيصر الكرملين الذي قال يوماً إن لموسكو عيناً على لبنان لا يزورها النعاس ولا يتفقدها النوم.
إنها كلمات. مجرّد كلمات. كلمات كلمات كلمات، كما تقول الأغنية. كما يقول الشعر. كما تقول التجارب.
من هنا كان القول إن النزلة الى مجلس النواب أجدى وأهمّ بكثير من النزلة الى الشارع… إذا كان الهدف الاسراع في انتخاب رئيس للجمهوريَّة.
والكلمات موجَّهة من الرئيس سعد الحريري الى الجنرال ميشال عون.