Site icon IMLebanon

«الورشة» – الجريمة

 

لم تكن الولايات المتحدة الأميركية مع الحق في فلسطين، ولو لمرة واحدة! فمنذ قيام الكيان العبري في فلسطين المحتلة اتخذت واشنطن مئات المواقف المنحازة الى «إسرائيل» من دون الأخذ في عين الاعتبار بأي قيمة أخلاقية أو إنسانية أو محض حقوقية!

 

برّرت، دائماً، الاعتداءات على الشعب الفلسطيني.  وعلى حقه في أرضه. وعلى حقه في الحياة. لم يصدر مرّة واحدة تنديد أميركي بأي اعتداء على الناس العزل، الأبرياء، المظلومين الصامدين في فلسطين المحتلة. كانت، دائماً وأبداً، تسابق الدولة العبرية، ذاتها، في تبرير أي عدوان أو ارتكاب أي جريمة ضد فلسطين وشعبها.

 

وفي الحروب التي أعقبت العدوان الثلاثي على مصر، كانت الولايات المتحدة الأميركية هي الدافع وهي المدافع عن إسرائيل، وهي المشارك في الجريمة، وهي التي توقف إسرائيل على رجليها عندما يدهمها خطر أو عندما يُخيلُ للأميركي أن ثمة خطراً يدهم دولة الاحتلال.

 

حطمت الأرقام القياسية في استخدام «حق النقض» (الڤيتو) ضد أي قرار يصدره مجلس الأمن الدولي ويحمل في طياته مجرد ملامح اعتراض على «إسرائيل» وجرائمها. وحين تصدر الجمعية العامة للأمم المتحدة أي قرار (غير ملزم) لمصلحة فلسطين وشعبها كانت واشنطن تسارع الى تطويقه، وتحويله الى مجرّد حبرٍ على ورق… ما يفقده القيمة والفعالية…

 

هذا هو النهج  الذي دأبت عليه الولايات المتحدة منذ نشأة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. ولم تكتفِ بذلك بل ذهبت الى مدىً أبعد عندما أدخلت  القضية الفلسطينية في أدبيات وسجالات المعارك الانتخابية الرئاسية. ولكن دائماً بما هو في مصلحة العدو الإسرائيلي.

 

 

ديموقراطيون وجمهوريون يختلفون في منافساتهم الانتخابية الرئاسية على كل شيء تقريباً. على الكبيرة والصغيرة. على الحق في الإجهاض، على «جدار العار» مع المكسيك، على المثليين (…) أجل! على كل شيء إلاّ على التسابق نحو هدف واضح وهو دعم الكياني الصهيوني، وابتداع الأفكار والآراء والنظريات تحقيقاً لهذا الهدف.

 

الرؤساء الأميركيون أسلاف الرئيس دونالد ترامب جميعهم تعهدوا «لإسرائيل» بنقل السفارة الى القدس لتحويلها الى عاصمة «أبدية» والقضاء على عروبتها. ولكنّ أياً منهم لم يجرؤ على هذه الخطوة. أمّا ساكن البيت الأبيض حالياً فذهب به التهور أن حقق ذلك. وأضاف إليه أخيراً الإقرار بحق الدولة العبرية في مرتفعات الجولان. وأوقف أو قلص كثيراً تمويل «الأونروا» في تمهيدٍ مفضوح لتوطين الفلسطينيين في بلدان الانتشار ومنها لبنان.

 

واليوم يكملها ترامب في المؤتمر («الورشة» كما توافقوا على التسمية)  الذي ينظمه  صهره جاريد كوشنر في المنامة!

 

إنها ذروة المؤامرة!

 

المؤسف، بل المخزي أنّ عرباً ضالعون في هذه الجريمة التاريخية الكبرى. ونحمد الله أن للبنان موقفاً واحداً رافضاً.