Site icon IMLebanon

المؤتمر العالمي للسلام الدنيا بخير

القاهرة – عوني الكعكي

فعلاً لا تزال الدنيا بخير.

هذا ما طلع به الذين تسنّى لهم أن يحضروا المؤتمر المهم الذي عقد في القاهرة بتدبير من الأزهر الشريف بموضوع «المؤتمر العالمي للسلام».

وفي وقت تشتعل المنطقة أو يشعلونها بالحروب والقتل والدمار، جاء المؤتمر لينقل الى العالم كله أصواتاً تتحدّث بالسلام، وتلهج بالمحبة وتدعو الى الحوار الانساني الشامل.

في هذا الوقت العصيب بالذات ارتفع صوت العقل والوسطية والإعتدال من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لينبه وليصحّح: إنّ الحرب في الاسلام دفاعية (…) لرفع الظلم والدفاع عن المسلمين… ويبلغ كلامه ذروة التسامح والرحمة وهو يقول حرفياً: «إنّ الحرب في الإسلام ليست قاصرة على الدفاع عن المساجد فقط بل مشروعة للدفاع عن الكنائس وعن معابد اليهود كذلك»، وأيضاً: «إنّ كل ما يُقال عن الإسلام في شأن السلام يُقال مثله عن المسيحية واليهودية»… ويرتقي شيخ الأزهر الى ذروة الذروة وهو يقول: إنّ الاسلام لم يقاتل غير المسلمين أبداً تحت بند الكفّار… ذلك أنّ الاسلام هو «دين سلام وليس دين عدوان».

وفي الوقت ذاته توقفت عند الكلام الذي قاله آخرون في المؤتمر وجاء في إطار المسار ذاته، وهو ما أكدته الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الامارات العربية المتحدة: «إنّ السلام هو تحية الاسلام الخالدة ودعوة الأديان السماوية وقيمة إنسانية غالية راح ضحية غيابها الكثير من الأبرياء من الأديان كافة جراء الحروب والصراعات (…) ولن يتحقق السلام إلاّ بتحملنا مسؤوليتنا تجاه اختلافاتنا الانسانية وأن نسعى الى المشترك بيننا ونقبل المختلف بيننا (…) فالسلام يتحقق بالحوار (…) فالتعايش ثراء وتنوّع وتفاعل حضاري(…)».

طبعاً تنوّعت الأبحاث والمواضيع ولكنها دارت كلها في إطار الموضوع العام: «السلام العالمي»… وفي هذا الإطار أُثيرت مسألة ما تعرّض له العراق من غزو أميركي وأدّى الى تداعيات لا تزال تضرب في هذا البلد العربي وفي المنطقة كلها، ولقد بلغ الأمر ببعض المتحدثين مثل عمرو موسى الى حد التساؤل: ماذا كان يضير العالم من صدّام حسين، حتى اتخذت الولايات المتحدة ذلك الإجراء الكبير في حق العراق وشعبه؟ ووجه المتحدثون انتقادات موضوعية الى الدول الفاعلة محملينها مسؤولية مباشرة في ما آلت إليه موجة الارهاب.

وكانت كلمة بارزة لعبدالعزيز التريجي (السعودية) الذي شدّد بدوره على الحوار بين الحضارات والأديان، مركّزاً على أنّ الاسلام هو دين السلام بامتياز، وأنّ كلمة «السلام» ترافق الإسلام منذ نشأته وإلى الأبد.

هذا في المضمون، أمّا في الشكل فكم كان المشهد رائعاً بالنسبة الى أصحاب العمائم والقلانس من رجال دين مسلمين ومسيحيين تجاوروا معاً، كما تجاور سماحة المفتي عبداللطيف دريان وسيادة المطران بولس مطر، وكان هذا المشهد ينبئ بما يهدف إليه هذا المؤتمر المهم الذي يكمله ويواكبه اليوم الحدث الكبير بزيارة قداسة البابا فرنسيس الاول الى مصر في زيارة وصفها الڤاتيكان بأنها زيارة «حاج للسلام»…