يحتار الإنسان فعلاً بأن يحكم هل أميركا أسوأ من روسيا أو أنّ روسيا أسوأ من أميركا؟
ولن نترك هذا التساؤل من دون جواب.
نبدأ بأميركا… شاه إيران كان حليفها الأوّل في العالم، فجأة ومن دون مقدّمات اخترعت واشنطن مرجعية دينية متطرّفة اسمها الخميني، وجاءت به من العراق حيث كان مختبئاً خوفاً من الشاه محمد رضا بهلوي… فنقلته الى باريس، وخلال أشهر معدودة عمّت التظاهرات طهران وأُسقط الشاه، ولولا الرئيس الراحل أنور السادات لما وجد له دولة تستقبله أو زعيماً يرحّب به، إذ تخلّى عنه جميع أصدقائه من الملوك والرؤساء.
طبعاً كان مجيء الخميني ضمن مشروع فتنة سنّية – شيعية، وما لبث أن وصل الخميني بالطائرة، وأوّل عمل نفّذه عندما وضع الحرس الثوري بديلاً عن الجيش، وهو مجموعة من الشبان المتطرّفين دينياً، والذين يؤمنون بولاية الفقيه… وأوّل عمل كان الحرب على العراق التي استمرت 8 سنوات.
وخلال تلك المدة الطويلة شعرت أميركا بالتفوّق العسكري لصدّام خصوصاً بعدما احتل الأهواز الغنية بالنفط، وهي أصلاً منطقة عربية عراقية… فكانت فضيحة “إيران غايت” التي بوجبها تلقت إيران أسلحة إسرائيلية.
وكان قد سبق ذلك أن جنّدت أميركا فئة من السعوديين والأفغان لمحاربة الشيوعية في أفغانستان تحت شعار ديني… وكان هؤلاء منخرطين في ما عرف بـ”القاعدة” تحت شعارات دينية متطرّفة أيضاً.
وتبيّـن في ما بعد أنّ أحداث 11 أيلول التي نفذتها “قاعدة” أسامة بن لادن، بموجب الموقف الأميركي… وهؤلاء هم صناعة أميركية انخرطوا في الحرب ضد العراق… وتناسى الأميركي محور الشر الثالث أي إيران (بعد “القاعدة” والعراق).
وشنّ الاميركي حرباً في أفغانستان وحرباً ثانية على العراق تحت شعار محاربة الإرهاب الذي هو صنيعتهم، ومنع سلاح الدمار الشامل الذي تبيّـن رسمياً وأممياً أنه لم يكن يوجد أي شيء منه في العراق.
ونعود الى بداية الحرب الأهلية في سوريا (العام 2011) فبعدما استعمل النظام غاز السارين المحظّر دولياً، استحضرت الأساطيل الى المياه الدافئة في المتوسط، وتم حصار النظام السوري… وفجأة ومن دون أي مقدّمات كلفت واشنطن موسكو أن تنقل السلاح الكيميائي من سوريا الى خارجها… وسمحت بشكل مفاجئ للروسي أن يتدخل في الحرب لمصلحة النظام، وبشكل آخر مفاجئ أخلى النظام السوري المتطرفين من سجونه، وهكذا فعل نوري المالكي فقامت “داعش” (ISIS)، كيف جاء هؤلاء؟ من أين جيء بهم؟ خصوصاً الأجانب بينهم الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم؟ كيف دخلوا الى سوريا؟ مَن موّلهم؟ مَن مدّهم بالسلاح؟ مَن هم أصلاً؟
فجأة، أميركا وروسيا وما يُسمّى الإئتلاف الذي شمل أكثر من 60 دولة “ائتلفوا” لمحاربة “داعش”، والأنكى من ذلك كله كيف أنّ “حزب الله” وفّر لهم الحافلات المكيفة لإخلائهم بعد هزيمتهم في جرود البقاع؟ وكيف جاءت الطائرات الاميركية لإخلاء قادتهم من الرقة ودير الزور؟