Site icon IMLebanon

هل يُسقط ترشيح عون معادلة حصر الرئاسة بالزعماء الأربعة الأقوياء؟

مبادرة معراب أخرجت الإنتخابات الرئاسية من الثلاجة وأبقت النصاب معلّقاً

هل يُسقط ترشيح عون معادلة حصر الرئاسة بالزعماء الأربعة الأقوياء؟

بعض المراقبين ما زال يعتقد أن ترشيح فرنجية من الحريري وعون من جعجع مناورة أكثر مما هو مبادرة

زب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من معراب، بتبنّي ترشيح خصمه السياسي، ومنافسه الرئيس على الزعامة المسيحية، والحليف الاستراتيجي لحزب الله وامتداده الإيراني لرئاسة الجمهورية قد حرّك مياه هذا الاستحقاق التي تعثّرت بعد اعتراض جعجع على مبادرة حليفه الرئيس سعد الحريري بترشيح حليف حزب الله والركن الأساسي لقوى الثامن من آذار النائب سليمان فرنجية بهدف إخراج هذا الاستحقاق من ثلاجة الانتظار الإقليمي الذي تعقّد بعد انفجار الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران على خلفية إعدام الشيخ السعودي نمر النمر وإحراق السفارة السعودية في إيران، وبالتالي محاولة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة التي أخذت في الأسابيع الأخيرة أبعاداً خطيرة بالرغم من الحرص الذي أبداه الجانبان السعودي والإيراني على عدم التصعيد وإبقاء الأزمة بينهما ممسوكة وضمن الحدود الدبلوماسية، وجددت الآمال بإمكان حصول خرق جدّي لهذا الجمود الحاصل يُفضي إلى انتخاب أحد المرشحين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أو رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية، وإغلاق هذا الملف الذي ترك لبنان معلّقاً حوالى سنة وثمانية أشهر على شمّاعة أزمات المنطقة والمصالح المتضاربة بين الأطراف المعنية بصورة مباشرة وغير مباشرة، حتى أن بعض المراقبين ذهب في تفاؤله إلى حدّ اعتبار يوم الثامن من شباط المقبل والذي حدّده رئيس مجلس النواب نبيه برّي لانتخاب رئيس جمهورية يوماً حاسماً لطيّ هذا الملف الرئاسي وسحبه نهائياً من التداول ومن الاستمرار في الإغراق بالحسابات الداخلية والإقليمية على حدٍّ سواء.

وتعكس حركة الاتصالات الناشطة داخلياً وفق ما يراها المراقبون والتي بدأها مساعدو العماد عون على رؤساء الأحزاب والقيادات السياسية، كذلك الاجتماعات التي دعا إليها هؤلاء القادة، هذا الاهتمام بقرار رئيس حزب القوات اللبنانية القاضي بتبنّي ترشيح خصمه اللدود رئيس تكتل التغيير والإصلاح كمرشح منافس لرئيس تيار المردة الذي تبنّاه ولا يزال زعيم تيّار المستقبل هذا التوجّه لحسم معركة الرئاسة الأولى قبل الثامن من شباط وذلك وفق حساباته المبنية في الأساس على استمرار دعم حزب الله وما يمثّله داخل مجلس النواب ودعم رئيس حزب القوات وما يمثّله على صعيد الرأي العام المسيحي في الوقت الذي يجدد تكتل نواب المستقبل استمرار دعم رئيسهم لترشيح النائب فرنجية للرئاسة الأولى، وعدم الاستعداد للتراجع عن هذا الدعم تحت تأثير ضغط الحليف جعجع بتبنّي ترشيح العماد عون كمنافس أساسي لمرشحهم آخذين بالاعتبار كل الاحتمالات التي دخلت على خط المعركة بعد ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح وعلى التوازنات داخل مجلس النواب، وما يمكن أن يدخل على خط المعركة من عوامل إقليمية وخارجية لا يمكن حذفها من المعادلات القائمة، ومع كل ذلك يبقى المشهد الداخلي على هذا الصعيد ولا سيّما داخل قوى الرابع عشر من آذار ملفوفاً بالغموض سواء على صعيد مضيّ رئيس القوات اللبنانية بترشيح العماد عون حتى النهاية أيضاً بعد التأكيدات التي صدرت عن الفريقين بأنهما لا يزالان متمسكين بوحدة الرابع عشر من آذار وعدم استعداد أي منهما للتفريط بهذه الوحدة بسبب الاختلاف على الانتخابات الرئاسية وذهاب كل منهما في اتجاه مختلف عن الآخر في هذا الخصوص، مما جعل المراقبين يصوّرون الأمر بأنه معركة داخل قوى الرابع عشر من آذار بدلاً من أن تكون معركة بين هذه القوى وقوى الثامن من آذار.

بعض المراقبين ورغم هذه التطورات المتسارعة ما زال ينظر إلى تبنّي ترشيح فرنجية من قبل رئيس تيّار المستقبل وتبنّي عون من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية مناورة أكثر مما هو مبادرة جدّياً بهدف خلط الأوراق من جهة وحرق مقولة أو نظرية المرشحين الأربعة الأقوياء وذلك من منطلق أن حزب الله الملتزم بالسياسة الإيرانية وتنفيذها في المنطقة لن قبل بأي حال من الأحوال بأن يصل إلى كرسي الرئاسة الأولى مرشّح الرابع عشر من آذار حتى ولو كان هذا المرشح ينتمي سياسياً إليه وبالتالي سيبادر إلى رفض المرشحين ويعمل على تعطيل نصاب جلسة الانتخاب بانتظار حصوله على الضوء الأخضر من الجمهورية الإيرانية التي كما ترى أوساط مطّلعة في قوى الرابع عشر من آذار ليست مستعجلة على إتمام هذا الاستحقاق بعد التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية، وتفضّل أن يستمر الفراغ في الرئاسة الأولى إلى ما بعد معرفة مصير التسوية للأزمة السورية من جهة ولأزمات المنطقة من جهة ثانية والتي تعمل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على إنضاجها في المستقبل القريب.

وفي انتظار الموقف النهائي لحزب الله فإن الحركة الانتخابية ستبقى ناشطة من دون أن يكون لها مفاعيل على أرض الواقع.