Site icon IMLebanon

الرسالة والتوقيت غير الملائم

 

 

مع احترامنا وتقديرنا لمبادرة الرئيس ميشال عون في ممارسة حقه بمراسلة مجلس النواب، سواء في موضوع المادة 95 من الدستور أم في أي شأن يرتأيه، وهو حق دستوري صريح للرئيس لا يناقشه فيه أحد، إلاّ أننا نرى أنّ الظرف أكبر وأهم من توجيه رسالة، أو عدم توجيهها، فالبلد في أزمة كبيرة ولسنا ندري ما إذا كانت الرسالة تسهم في الحلول.

 

وبالنسبة الى موضوع المناصفة ومسألة الميثاقية، فلا يختلف إثنان في لبنان على ضرورة اعتماد سائر الوسائل التي تعزز هذه الوحدة في إطار العيش المشترك الذي أثبت الشعب اللبناني تمسكه به بالرغم من الاختبارات الخطيرة والعديدة التي تعرض لها منذ الاستقلال حتى اليوم، بما فيها من محطات صعبة جداً، وأخطرها وأكثرها صعوبة حرب السنتين وما استتبعها من حروب ودماء ودموع ودمار.

 

يتحدثون بالتوازن، وهذا كلام أيضاً لا يختلف عليه إثنان، إلاّ أنّ الدستور حدد التوازن كيف وأين ومتى… أما أن يتحوّل التوازن الى ذريعة لعرقلة البلد فهذا شيء غير مقبول، ولا نظن أنّ الرئيس عون يوافق عليه، خصوصاً أنه ينعكس سلباً على عهده.

 

ويتوافق هذا كله مع استمرار الوزير جبران باسيل في خطابه الاستفزازي التصعيدي وكلامه على حقوق المسيحيين المسلوبة، فمَن الذي سلب المسيحيين حقوقهم؟ ومَن الذي صادرها؟ ثم هو ينتفض ضدّ «العد» الذي أعلن الرئيس الشهيد رفيق الحريري بصراحة القول: «لقد أوقفنا العد».

 

 

وقال باسيل بعد اجتماع تكتل «لبنان القوي» الاسبوعي: «نتيجة العد مفهومة ونعرف الى أين سنصل، لا يهددنا أحد بالعد لأن هذا التهديد ينقلب على صاحبه لأننا نحن لنا خياراتنا أيضاً وكلها وطنية وتحافظ على هذا البلد، ونحن نعرف كيف نحافظ عليه ولا نتخلى عنه، ومن يتكلم بالعد ويشكك بهذه المبادئ يكون هو من يتخلص من لبنان ومن صيغته».

 

والسؤال الموجه الى باسيل هو: من يتحدّث عن العد؟ فهذا الموضوع غير مطروح! لذلك لماذا استحضاره؟ هل فقط من أجل الإثارة؟! أن يكون جبران باسيل يبحث عن مكان لنفسه، فلا بأس، وهذا حقه، إلاّ انّ حق الوطن على الجميع هو البعد عن الإثارة والاستثارة والتحريض والإستفزاز.

 

إلى ذلك، فإذا كانت قصة «الشدّ والقدّ» عند طلال ارسلان متصاعدة في هذه الأيام فإنّ أحداً في لبنان لا يجهل من الذي يقف وراءه في الداخل وعبر الحدود، ولولا «حزب الله» وسوريا لما كان ليشد ويقدّ ويتمرجل في وقت يعرف هو نفسه ما يعرفه اللبنانيون جميعاً أنّ حجمه لا يخوّله أن يكون نائباً بقوته الذاتية… وللجميع نقول: قليلاً من التواضع، ومن المسؤولية ووقف التحدّي، والإحتكام الى الضمير لتجاوز الاستحقاقات الصعبة… ونكرر ما نردّده هنا: ارحموا هذا البلد وارحموا هؤلاء الناس.

 

عوني الكعكي