Site icon IMLebanon

السنوار في الضاحية

 

 

علا التصفيق في القاعة التي كان يتكلم فيها الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله آخر مرة. وأتى ترحيب الحضور بكلمة نصرالله الذي كان يتحدث عبر شاشة، كما يفعل منذ أعوام عدة، عندما قال: «إنّ أهم مشهد إعلامي سياسي يعبّر عن صورة الإنتصار للمقاومة الفلسطينية عندما رفع مندوب ‏إسرائيل في الأمم المتحدة صورة القائد الكبير الشجاع الأستاذ أبو إبراهيم يحيى السنوار حفظه الله ونصره ‏الله».

 

لا شك أنّ زعيم «حماس» في قطاع غزة تحوّل إلى شخصية ذات شهرة واسعة لم تكن معروفة قبل 7 تشرين الأول الماضي عندما نفّذت «الحركة» ما أسمته عملية «طوفان الأقصى» في غلاف القطاع. وها هو السنوار اليوم يمثل رمزاً يستحق الثناء كما قال نصرالله قبل أيام، كما يمثل عقدة الحل التي يتوقف على حلّها مصير الحرب كما قالت «النيويورك تايمز» قبل أيام.

 

عندما استقبل نصرالله أمس وفداً قيادياً من «حماس « برئاسة ‏خليل الحية، ذكر البيان الذي وزعه «الحزب» حول اللقاء أنّه تم التأكيد على «وحدة الموقف ومواصلة بذل كل الجهود الميدانية الجهادية والسياسية ‏والشعبية من أجل تحقيق الأهداف التي سعى إليها طوفان الأقصى وإنجاز الانتصار الآتي والموعود مهما ‏بلغت التضحيات».

 

في المقابل، حمل تقرير «النيويورك تايمز» المشار إليه العنوان الآتي: «ساعد يحيى السنوار في بدء الحرب في غزة. الآن هو مفتاح نهاية اللعبة». ويقول التقرير: «لا يوجد قرار يمكن اتخاذه من دون استشارة السنوار»، قال صلاح الدين العواودة، عضو «حماس» والمحلل السياسي الذي صادق السيد السنوار أثناء سجنهما في إسرائيل خلال تسعينيات القرن العشرين وأواخر القرن العشرين: «السنوار ليس قائداً عادياً، إنه شخص قوي ومهندس للأحداث. إنه ليس مديراً، إنه قائد».

 

تضيف «النيويورك تايمز»: «أمضت وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية أشهراً في تقييم دوافع السنوار، وفقاً لأشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية. ويعتقد المحللون في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أنّ السنوار مدفوع في المقام الأول بالرغبة في الانتقام من إسرائيل وإضعافها. ويقول محللو الاستخبارات إن رفاه الشعب الفلسطيني أو إقامة دولة فلسطينية يبدو أمراً ثانوياً».

 

وفي خلاصة تقرير الصحيفة الأميركية «أنّ مسؤولاً غربياً كبيراً مطلعاً على مفاوضات وقف إطلاق النار قال إنّ السنوار أقل استعداداً للتنازل عن الأرض للمفاوضين الإسرائيليين، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه يعلم أنه من المحتمل أن يقتل سواء انتهت الحرب أم لا. كما من المرجح أن تلاحق إسرائيل السنوار لبقية حياته».

 

وسط غموض لا مثيل له، يقول موقع «إيران إنترناشيونال» الالكتروني المعارض للحكم في ايران «إنّ «حزب الله» يمهد لانتقال قيادات «حماس» إلى لبنان، بعد تخلي تركيا وقطر عنهم». من دون الحاجة إلى معرفة موقف «الحزب» من موضوع استقرار قيادات «حماس» في لبنان، أتى اغتيال القائد البارز في «حماس» صالح العاروري على يد إسرائيل في مطلع العام الجاري في الضاحية الجنوبية لبيروت اثباتاً قاطعاً على أنّ مناطق نفوذ «الحزب» هي ملاذ لـ»حماس» وسواها من حركات «الممانعة» المتحالفة مع ايران.

 

لو سلمنا جدلاً أنّ وصول السنوار إلى الضاحية هو أمر مستحيل، إلّا أنّ الممكن الذي صار واقعاً في لبنان، هو أنّ «حماس» أصبحت في هذا البلد تمارس فيه ما سبق أن مارسته «فتح» بزعامة ياسر عرفات، قبل أن ينتقل نفوذ الأخير في لبنان إلى مستوى بلغه السنوار في غزة. ما يرمز اليه زعيم «حماس» في غزة هو الآن متحقق في الضاحية وسائر محميات «الحزب» في لبنان.