عادة عندما تسقط مسيّرة إسرائيلية في الأراضي اللبنانية، أو عند حصول إنفجار غامض في كاراج حدادة وبويا، أو عند اكتشاف أجهزة تنصت في وادٍ لا تصل إليه بنات آوى أو عند الإشتباه برجل أبيض يتصرف بطريقة مشبوهة في الضاحية أو عند وقوع جريمة نوعية أو عند سقوط قذيفة لم تنفجر يتحرّك «الحزب»، كصاحب إختصاص، بسرعة فائقة، يطوّق المنطقة المستهدفة، يسحب الكاميرات من شلوشها، ينقل المسيّرة والمخيّرة والقذائف والشظايا إلى مختبراته. ما يدعو إلى العجب أن «الحزب» نفسه لم يحرّك ساكناً ولم يضرب طوقاً بقطر كيلومترين حول مكان سقوط مسيّرة إسرائيلية وصاروخ على بلدة حراجل، التي يحاول بعض المتزلّفين إدراجها كحديقة مارونية خلفية للمقاومة الإسلامية في لبنان!
أين وحدة الساحات؟
توقعتُ أن يبادر أمين مخازن الصواريخ إلى طمأنة أهالينا وإخوتنا في الفتوح إلى قدرة «المقاومة» على ردع العدو إن سوّلت له نفسه استهداف حراجل أو كفرذبيان أو جورة الترمس مرة جديدة أو أقلّه أن يزور الشيخ فريد، لاستمزاج رأيه في نشر منظومة صواريخ بركان في أعالي كسروان ووضعه في صورة قواعد الإشتباك الجديدة.
في تحليل الحدث قيل أن العدو المتغطرس ليس بوارد فتح جبهة جديدة عندنا في بلاد كسروان، وجلّ ما في الأمر أن المسيّرة كانت في رحلة سياحية من مطار بن غوريون إلى مدرج بعلبك، فأصيبت بعطل مفاجئ ما أدى إلى هبوطها في مطار حراجل الدولي. في المقابل ثمة شعور عام بوجود مزاج كسرواني ميّال إلى فتح جبهة مساندة لجبهة الجنوب، عملاً بمبدأ وحدة الساحات، وها هي غبالة الحبيبة تقود التمرّد وحركة الوعي الوطني من خلال «سور مايا» وتتلقى اول جرعة دعم من مدير عام ثانوية الصادق في عيتيت، جزاه الله خيراً.
وتثبيتاً للخط الوطني المسيحي المقاوم ولوحدة الساحات سارعت الأخت المناضلة ندى بستاني خوري إلى إطلاق «صلية» تغريدات على منصة إكس تضمنت إدانة كبيرة للإعتداء على السيادة الوطنية بوجه عام وعلى السيادة الكسروانية بوجه خاص، كما أعلنت تضامنها القوي مع «سور» زيادة معلّمة الأجيال. وعرّجت بستاني خوري على مدرسة المركزية مبدية ثقتها بالمراجع المختصة القادرة على معالجة أي خطأ… جندري.
بين معمعة «حراجل» وهمروجة «غلبون» وخضة «المركزية» زار لبنان الشقيق، موفداً من دولة غزة الحمساوية الدكتور خليل الحيّة، وعقد الحية سلسلة لقاءات مصيرية استثنت وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب. مرة جديدة كل التضامن مع بو حبيب.