IMLebanon

اليازجي بطريرك السلام  من البوابة الأرثوذكسية

عجيب أمره هذا البطريرك.

من سوريا الى اليونان.

ومن واشنطن الى الامم المتحدة.

هناك صوت واحد ضد الارهاب.

العالم كله يتحدث عن الارهاب.

لكن لا أحد يتكلم عن سلاحه.

في المشرق أزمة.

وفي المغرب محنة.

ولولا الاغضاء الأميركي، لما تحوّل الارهاب الداعشي الى قضية موازية لارهاب النصرة…

طبعاً، ذهب البطريرك اليازجي، الى أميركا، لترؤس الاحتفال بتنصيب المطران جوزيف زحلاوي على أبرشية أميركا الشمالية.

والأبرشية تولاها تباعاً المطران انطونيوس بشير والمطران فيليبس صليبا.

ولها مكانة دولية، وترعى جامعة البلمند.

ومتروبوليت نيويورك وكندا، هو بمثابة بطريرك في رتبة مطران.

في العام ١٩٨٣، أوفد الرئيس الأميركي رونالد ريغان المطران فيليب الى الشرق الأوسط، وأودعه ٣ رسائل منه، الى الملك حسين عاهل الأردن، والى الرئيس السوري حافظ الاسد، والى الرئيس امين الجميل.

يومئذٍ، أراد الرئيس الأميركي القيام بمبادرة سلام، من البوابة الارثوذكسية.

وعندما استقبل ريغان، اللجنة العربية السباعية بادرهم بأنه يريد انسحاب الاسرائيليين والسوريين من لبنان، وقال ان موفده فيليب حبيب موجود في بيروت لهذه الغاية.

الا ان السيد عبد الحليم خدام قال ان على اسرائيل ان تغادر لبنان أولاً، واستشاط الرئيس الأميركي غضباً، وضرب بيده على الطاولة، وقال بصرامة: عليكم بالانسحاب معاً من لبنان.

الا ان الكلام في بداية العهد، يتلاشى لاحقاً.

وألكسندر هيغ استقال، وحل مكانه جورج شولتز ذو التعاطف العربي في الادارة الأميركية.

وبعد ذلك نُسفت السفارة الاميركية في عين المريسة، وبدأت حقبة جديدة في المنطقة.

***

إلاّ أن الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، أمامه سنتان مما تبقى له من ولايته الثانية، لاجتثاث داعش والنصرة من الشرق الأوسط.

في ١١ أيلول ٢٠٠١، اقتحم الارهاب أميركا.

واستولى مثقفون على طائرات في الأجواء الأميركية، ودمّروا ناطحتي سحاب في نيويورك.

الآن يعالج أوباما مسألة التحقيقات مع عناصر الارهاب في معتقل غوانتانامو، وهو في معاناة قاسية داخلية، لأن المحققين مارسوا التعذيب مع الموقوفين.

هل ينبغي للبنان، ان يدفع ثمن التعذيب الذي يدافع عنه وزير أميركي، بعد اثارة الموضوع من قبل الجمهوريين؟

ثمة من يقول ان داعش والنصرة استغلا أخطاء الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وتمتعا بالاغضاء الأميركي، في العراق وسوريا، واستوليا على منابع النفط، وكان حصد الأموال والسلاح.

قصد البطريرك اليازجي نيويورك، لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون كان في البيرو.

إلاّ أن البطريرك شدّد على ان الحل السلمي، كفيل بحلّ الأزمة المصيرية، لأنه لا يريد الوقوع في الخطأ الأميركي نفسه، لأن طرد المسيحيين من أرضهم والبلاد، هو انقلاب على واقع المنطقة.

والسلام الذي يحمله البطريرك اليازجي، هو سلام الأقوياء لا الضعفاء.

كان كلام راعي الرعاة كبيراً.

خصوصاً قوله، اننا لا نقبل التعاطي معنا، بمبدأ الأقليات والأكثريات.

وطرح قضية المطرانين المخطوفين من حلب، يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي. كان قمة الطرح الأرثوذكسي، في عالم ينوء بثقل المخاطر على السلام.

إلاّ أن أوباما، لن يكبح جماح الارهاب إلاّ من البوابة الأرثوذكسية!