Site icon IMLebanon

2022: مكانك راوح…!

 

كأن عام 2021 لم يكن في لبنان. ممكن إلغاؤه بشطبة قلم. ممكن القفز من 2020 إلى 2022. ولولا جريمة تفجير مرفأ بيروت، لأمكن القفز من 2019 إلى 2022.

 

عام الفراغ، منذ حلَّ إلى أن رحل.. ولم تملأه حكومة تشكلت ليبقى عنوانها الشلل، فاللعبة الدائرة وضعتها على قارعة الطريق، وتجاوزتها في مسيرة الإبتزازات المتبادلة، عشية الإستحقاقات الممكن بدورها أن تصاب بالشلل.

 

ولم يشكل الإنهيار المتواصل إلا باباً من أبواب الحجيم التي بشَّرنا بها الرئيس القوي. ويبدو أنه مصرٌ على فتح المزيد من الأبواب.

 

تلك هي إستراتيجيته.

 

ولا شيء يحول دون تمسكه بالعام 2021 ليبقى في قصر الرئاسة، رافضاً الإنتقال إلى السنة الأخيرة من ولايته. يجمد الزمن عنده، تماماً كما جمده منذ العام 1989، معانداً التسوية التي أبرمت في الطائف، وغيَّر وبدَّل وإنقلب على القيم والمفاهيم والشعارات التي حفزت من آمن به، ليستعيد القصرالذي هدمه، ثم عمره غيره. وها هو اليوم ينتهج السياسة التعطيلية ذاتها ليضمن توريثه للصهر الغالي.

 

عدا ذلك، لبنان مكانك راوح. وليست مستغربة دعوة الرئيس القوي المجلس الأعلى للدفاع، بغية إصدار قرار واحد ووحيد يقضي بمنع حلول عيد رأس السنة بحجة الحد من إنتشار المتغير اللئيم “أوميكرون”.

 

المتغيرات ممنوعة في عهد الرئيس القوي، ما لم تؤدِّ إلى توريث الصهر العزيز وتبارك سعيه المبرور بمساعدة الحاكم بإمره.

 

حينها قد يتم الإفراج عن العام 2022، الذي يجب أن يأتي بما يلبي الطموح.. والا.. شلل في الرزنامة يشبه الشلل الحالي لمجلس الوزراء.

 

ويستطيع العهد القوي فرملة العام الجديد.. ما دام مسنوداً إلى تحصينات الاحتلال الإيراني للبنان، وما دام هذا الاحتلال يكرس الفراغ تلو الفراغ ليفرض ما يريده.

 

وما دام الفقر والعوز متحكمين بمصير اللبنانيين وقادرين على إعادتهم إلى ايام سفر برلك والمجاعة الكبرى مع مزيد من الطوابير التي يحتشد فيها من يبحث عن أدنى متطلبات الحياة.

 

وما دام هدف الحزب الحاكم بأمر الاحتلال هو إطباق متغير المحور على السلطات ليبيعنا “كرامة” و”مقاومة” وفق قاموسه وليس وفق المنطق.

 

وما دامت الكرامة والسيادة رهناً بمنع إجراء تحقيق فعلي وعميق ومقرون بالأدلة في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وتوصُّل القاضي طارق البيطار إلى الإعلان عن الجهة التي أحضرت نيترات الأمونيوم وخزّنتها في أحد عنابره.

 

ليس مسموحاً للعام 2022 أن يهل هلاله على اللبنانيين إذا لم تتحقق الأجندة الإيرانية، وهوامشها المتعلقة بالطموحات البرتقالية التي تشكل سترها وغطاءها.

 

عام 2022 بإستحقاقاته المحلية والإقليمية يزعج الحاكم بأمره، ومعه حليفه الذي يصبح لدوداً في عز الحشرة، ويعود ودوداً عندما تلزمه الأجندة الإيرانية بذلك.

 

وليس بعيداً أن يتحرك فالق الهزات الأمنية، فنعيش سنة مراوحة على كلّ المستويات، بدءاً بالإنتخابات النيابية وليس إنتهاء بموقع رئيس الجمهوريّة.

 

ومع ما يجري، لنا أن ننتظر سنة عزلة عن الشرعيتين العربية والدولية.

 

فنبقى مع حلول 2022، بإنتظار فرجٍ يمكن أن تحمله 2023، إذا ما وجد محركو الخيوط الدولية والإقليمية ما يستدعي تحريك “الورقة اللبنانية” بتسوية ما..

 

إلا.. مكانك راوح.