غدًا 31 تشرين الأول، الذكرى السنوية الأولى لانتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية. في مثل هذه المناسبات تنقسم الآراء والقراءات والاستنتاجات، الموالون يتسابقون على تعداد ما يعتبرونه انجازات، والمعارضون يفندون ما يعتبرونه وعودًا لم تتحقق.
***
لكن الأمر ليس على هذه الدرجة من الصعوبة، فما تحقق لا يمكن إخفاؤه، وما لم يتحقق لا يمكن التحريف، والقول انه تحقق:
بداية، العهد رسميًا بدأ في مثل يوم غد، لكنه عمليًا بدأ في مطلع العام 2017 مع تشكيل الحكومة، لأن السلطة التنفيذية، حسب الطائف، تتشكّل من مجلس الوزراء مجتمعًا وليس من مجرد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
من التجني القول ان العهد في السنة الأولى لم يحقق شيئًا.
ومن المغالاة القول انه حقق كل شيء.
ومن الموضوعية القول انه حقق أشياء وما زالت أمامه أشياء ليحققها.
***
من الأشياء التي حققها، كان تحقيقها جيدًا خاليًا من العيوب والعثرات، ومنها ما شابته العيوب فتعرّض للإنتقادات.
من الإنجازات التي لا يختلف اثنان على انها تحققت هي قطع دابر الإرهاب:
العملية الأكبر كانت فجر الجرود التي حقق فيها الجيش اللبناني انتصارًا نوعيًا على الإرهابيين، فتحررت الجرود من القاع الى رأس بعلبك الى الفاكهة الى جرود عرسال، وارتاح لبنان من السيارات المفخخة التي كانت تنطلق من تلك المناطق، كما ارتاح من العمليات العسكرية التي كانت تنطلق من تلك المناطق أيضًا. وللمرة الاولى يمكن الحديث ان هذه السنة ستنتهي بالإنجاز الأهم وهو التخلص من الإرهاب، ليس في مناطق الجرود فحسب بل في كل المناطق اللبنانية: شمالاً وجنوبًا ووسطًا.
***
ومن الخطوات التي تحققت، الموازنة العامة للعام 2017، صحيح ان الموازنة جاءت متأخرة، وصحيح ان فصولا من الهدر ما زالت موجودة في أرقام الموازنة، لكن الصحيح أيضًا ان ما يمكن التوقف عنده هو انها المرّة الأولى منذ العام 2005 تصدر موازنة فيما في الأعوام الاثني عشر التي سبقت كان كل الصرف يتم على القاعدة الاثنتي عشرية، وهذا جهد كبير لا يمكن حجبه.
***
ومن الانجازات أيضًا إتمام التشكيلات الديبلوماسية بعدما كانت سفارات كثيرة شاغرة من السفراء وحتى القائمين بالأعمال، فجاءت عملية التشكيلات الديبلوماسية لتضع حدًا لغياب لبنان ديبلوماسيًا، وإنْ كانت بعض السفارات لم يتم ملء الفراغ فيها إلاّ بعد شق النفس والكثير من الكباش بين القوى السياسية.
***
قانون الإنتخابات النيابية يمكن اعتباره أحد الإنجازات الكبرى، لكن الغموض ما زال سيد الموقف لجهة آلية تطبيقه، في ظل الكباش القائم حول هذه النقطة، وما زالت الاجتماعات قائمة لمعرفة السبل الفضلى في تحقيق هذا القانون خصوصًا ان الوقت بدأ يضغط، وهناك سبعة شهور متبقية للاستحقاق.
***
لا يجدر التطلع الى ما تحقق، الذي كان بالتكافل والتضامن بين رئيسي الجمهورية والحكومة، بل الى خارطة الطريق للسنة الثانية من العهد، فما تحقق قد تحقق والأهم التطلع الى الأمام.