ما نفعها إن لم يطل الله عليها أو بالحري إن لم يطل هو على كل واحد منا. الجدّة منه وفيه فالسؤال إلينا جميعا كيف نفتح أنفسنا لينزل الله إليها. لا ينجو الإنسان إذا ظل يظن انه يجيء إلى نفسه من خارج نفسه. الأحداث لا تطل عليك ان لم تفتح في نفسك نافذة لتتقبلها. فأنت الحادث الدائم وما من شيء آخر. أنت المتجدد. فالجديد تاليًا انك مولود اليوم في النور. لا شيء يطل عليك الا النور ان أردت ألا تبقى عتيقاً. لك ان تنعتق من ماضيك أو مما عتق من ماضيك فأنت جديد أو عتيق وليس السنة.
هل تريد ان تصبح إنسانًا جديدًا، غير مدين آليًا لماضيك فلا تصير عتيقًا بماضيك، هل تصر على الكسب أم ان تكون؟ معنى السؤال هل ترى انك مكون مما هو خارج عنك، من المال أو من الأحداث أم ترى انك مؤهل بنعمة الله ان تصنع الآتي مع الله؟ السؤال الحقيقي هو هل أنت حتماً وريث ماضيك أم عمل النعمة التي تنزل عليك بالرضاء الإلهي؟ لذلك كان السؤال هل تتكل على أحداث ترجوها لكي تعطيك شيئًا من الوجود أم تلتمس هذا الوجود من ربك مع الجهاد؟ وهل تؤمن ان العتاقة ليست بتقادم الزمان ولكنها شيخوخة نفسك وارتضاؤها ذاتها على حساب تجدد ينزل عليها من فوق؟
في الحقيقة ليس من سنة تطل ولكن النعمة الإلهية ان دعوتها لتترجم لك الرضاء الإلهي. أنت لا تدعو السنة، تقدم نفسك للرضاء فإذا انسكب صرت إنسانًا إلهيًا وكل شيء آخر يزاد لك.
ان كنت مؤمناً لا تنتظر السنة الآتية ولكن النعمة. الأيام لا تطل. البركات تأتي. الزمان ان لم يكن مكان الله ليس بشيء. ما يريده الله منك ان يدخل إليك. هو عارف انك بهذا تكون. السنة الجديدة تنتظر منك توبات. هذا وحده جديدك لأن التوبة ليست تكراراً لتوبات. انها خلق. بمعنى حقيقي هي خروج عن مألوف الزمن بحيث لا تكون آتية منه ولكن من النعمة. ليس لك تحرر من وطأة الزمن الا بانسكاب النعمة عليك.
الأحداث أحداث. انها متشابهة ولكن النعمة فيك يمكن ان تكون جديدة ومجددة. هي لا الحدث الإطلالة لأنها وحدها الفرح. لا تنتظر حدثًا يغير حدثاً بل عليك ان ترجو تجديداً لنفسك، انقلاباً تسميه توبة. ليس المبتغى فقط العودة عن أخطاء الماضي ولكن رجاء مستقبل وضاء. هذا يعني ان المرجو موعد مع الله. انه وحده يجدد النفس.
ماذا ينفعك زمانك ان لم تنتظر الله فيه؟ أنت والله فيك صانع زمانك. لا تنتظر فقط السنة الآتية، اصنعها. إذا أطل الله عليك بطاعتك لك سنة جديدة أي مجددة فيها الأيام بالنعمة. أذهب والنعمة في فمك وعلى يديك. اربط مصيرك بالمحبة. انها منقذتك دائمًا.
اجعل كل يوم من سنتك مجدداً بالنعمة. لا تنتظر اليوم، اقتحمه ليكون بك مليئاً من الله. المهم ان يطل الله عليك، ان يكون هو ساكناً كل يوم من أيامك. لا تخشَ الأحداث السيئة. يمكن أن تكون تذكرة بالله.