في واقع الأمر لبنان هو أكثر من لبنان واحد، الرابط المشترك بين هذه «اللبنانات» سيطرة حزب إيران اللبناني على مفاصل الدولة لتصبح لا دولة، حتى وصل الأمر بالتلفزيون الرسمي اللبناني «مع محدودية انتشاره» إلى بث لقاء لحسن نصرالله عبّر فيه عن مشاعره الدفينة تجاه السعودية خصوصاً والخليج عامة، ومن الواضح أن لا قيمة لرئاسة الوزراء في لبنان ولا أثر على الأرض، الحكم في يد الأقوى عسكرياً حتى وإن تظاهر بالابتعاد عن الواجهة السياسية الهشة. الطبقة السياسية من السنة في لبنان أثبتت فشلها الذريع على رغم الوقوف معها بالدعم مالياً وسياسياً سنوات طويلة، حتى إنها لم تستطع حماية حقوق وكرامة مكونها الأساس وهو النسبة الغالبة عددياً في بلد تترأس وزارته، ولا يرى في الأفق زعامة سنية معتبرة. وعلى رغم الدعم السعودي للجيش اللبناني بالبليونات لم يستطع هذا الجيش فرض النأي بالنفس المعلن كسياسة لبنانية عن كثير من القضايا وعلى رأسها قضية المأساة السورية. انغمس حزب إيران اللبناني حتى شوشة رأسه في الحرب ضد السوريين، وأصبح الركيزة الأساس لاستمرار المأساة السورية.
ما هي المصلحة من دعم جيش مثل هذا لا يحقق أدنى درجات السيادة على الأرض؟ الواقع يقول أن لا مصلحة، لبنان اختطف من حزب إيران، وأي دعم سيصل إليه ولو بصورة غير مباشرة سيصب في مصلحة الحزب.
إن تحويل هذه البليونات أو ما تبقى منها لدعم إنشاء جيش يمني وطني، هو من باب المصلحة أولى وأهم، خصوصاً أن اليمن بعد تحريره من عملاء طهران أقرب للانضمام للحاضنة العربية الخليجية.
ومن الضرورة إعادة صياغة سياسة دول الخليج تجاه لبنان، بما يكفل المصالح العربية والخليجية، خصوصاً أن لبنان «العربي» أصبح من التاريخ