IMLebanon

اليمن يشكو لبنان

 

بعد البحرين والكويت والسعودية، جاء دور اليمن ليشكو لبنان وتدخل حزب الله الوقح في الشأن اليمني بدعم الانقلاب الحوثي ضد الشرعيّة اليمنيّة، إلى متى سنتحمّل إرهاب حزب الله الذي يخنق لبنان ويزعزع المنطقة، تتراكم أخطاء الدولة اللبنانيّة، والحكومة العاجزة التي لا تملك في مواجهة دول العالم المستنفرة في وجه حزب الله وعلى الدولة اللبنانيّة مطالبينهم أن «تفهّموا وضعنا» وصفة المطالبة بالتفهّم هذه لم تعد تجدي نفعاً أمام العالم المتحفّز، إلى متى ستتفهم الدول العربيّة ودول العالم وضع الدولة اللبنانية العاجزة حتى عن مطالبة حزب الله بوقف دسّ إرهاب خلاياه في جسد هذه الدول والتدخّل في شؤونها؟!

من يتذكّر اليوم الأخبار التي تناقلتها المواقع الإخباريّة في أيلول العام 2015 عمّا كشفه رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات اللواء أنور عشقي عن المخطط الإيراني للاستيلاء على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي عبر هجوميْن من اليمن بمساعدة الحوثيين وتأتي قوات إيرانية أخرى عبر الكويت، وقال عشقي إنّ المخطط كان يجب أن يكتمل  خلال موسم الحج الحالي لولا التدخل العسكري السعودي في اليمن الذي يقول اللواء السابق في الجيش السعودي؛ إنه لاقى ترحيباً أميركياً متأخراً بعدما أطلعت الرياض العاصمة واشنطن على تفاصيل المخطط!!

قد نصحو غداً لنجد عضوية لبنان في جامعة الدول العربيّة معلّقة، فماذا هي فاعلة الدولة «المتواطئة» على نفسها حينها؟ حان الوقت ليعي الشعب اللبناني أنّ توقيت وقوفه بوجه حزب الله تأخر كثيراً، حان الوقت لرفع الصوت والمطالبة بتطبيق القرارين 1559 و1701 والمطالبة بتطبيق اتفاق الطائف وسحب سلاح ميليشيا حزب الله كما سائر الأحزاب اللبنانيّة، كلّ الطوائف انهزمت مع نهاية الحرب واتفاق الطائف إلا «الثنائيّة الشيعيّة» كانت تخطط لما هو أبعد بكثير… فهل سيقدر اللبنانيون في لحظة ما استعادة المبادرة وسحب البساط من تحت قدميْ حزب الله، وإلا لبنان وشعبه سيدفع الثمن غالياً!

دعاوى «الحياد» اللبناني والنأي بالنّفس باطلة، ولن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حتى تنكشف الغمّة الكبرى عن المنطقة، ولكن في انتظار حدوث هذا ثمّة مخاطر كبرى تتهدّد مصير لبنان وشعبه ربّما أدناها العقوبات الأميركيّة المرتقبة، وأعلاها وأخطرها السُمّ الإيراني الساري في الجسد اللبناني، فإلى متى تدفن الدولة رأسها في دعاوى «النأي بالنّفس»، وهي مدركة كلّ الإدراك أن حزب الله ذاهب إلى أبعد مدى في أجندته الإيرانيّة وليذهب لبنان ودولته وشعبه إلى الجحيم!

في 12 آذار من العام 2015 وخلال اجتماع لمجلس الخبراء الإيرانيين وصف قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري حزب الله بـ»معجزة الثورة الإيرانية»، وتباهى بالمد الإيراني بالمنطقة والنفوذ الإيراني المتزايد من العراق إلى سوريا إلى اليمن وحتى شمال إفريقيا… حتى الآن، تسويات المنطقة لم يحن موعدها بعد!! وعلينا الإعتراف بأنّ دول الخليج العربي التي تركت لبنان لقدره مع الاحتلال السوري، تعيش ذعراً من خسارة أمنها بعدما باتت إيران مقيمة في «عبّ» هذه الدول، ومنذ أحكمت إيران قبضتها على لبنان استطاعت إحكام قبضتها على المنطقة انطلاقاً منه وهذه هي الحقيقة الإقليميّة، التي تكابر دول الخليج العربي على الاعتراف بها!

على الدولة واللبنانيين معها استعادة المبادرة وزمام الأمور من يد إيران وحزبها في لبنان، حرصاً على الدولة اللبنانيّة، وعلى لبنان الوطن، ويترتب على الاثنين مواجهة هذا المشروع الإيراني الخبيث ومؤامرته الكبرى علينا، وإلا على لبنان السلام!!