Site icon IMLebanon

اليمن: هدنة إنسانيّة… طاولة حوار و«كاسحة ألغام» أميركيّة – فرنسيّة

أبرَم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صفقة طائرات «رفال» في الدوحة. إنتقلَ إلى الرياض، وحلَّ ضيفَ شرفٍ على قمّة قادة دوَل مجلس التعاون الخليجي. إنّها المرّة الأولى التي يحضر فيها رئيس من الغرب القمَّة منذ تأسيس مجلس التعاون في العام 1982. بحث الأهداف المرتقبة من «إعادة الأمل»، هدنة إنسانيّة في اليمن، وطاولة حوار.

وتعكس الحفاوة اعترافاً خليجيّا بنجاح الدبلوماسيّة الفرنسيّة على مستوى الأقليم. محاضر الاجتماعات حول البرنامج النووي ما بين مجموعة 5+1 وإيران أثبتَت صلابة المفاوض الفرنسي، وتمسّكَه بالمعايير التي تنادي بها دوَل مجلس التعاون.

المهمة لم تنجَز بعد، ويؤكّد وكيل وزارة الخارجيّة الكويتي خالد الجارالله، «أنّ قمّة الرياض ستُبلوِر موقفاً خليجيّاً موحّداً تجاه اتّفاق الإطار الذي جمعَ بين دوَل الـ 5+1 وإيران حول البرنامج النووي قبل توَجّهِ الزعماء إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس باراك أوباما، وعقدِ قمّة خليجيّة – أميركيّة في واشنطن، وكامب دايفيد».

مهمّة الرئيس هولاند تبدأ هنا، لا صفقات أسلحة من دون أيّ مقابل، وخبرة الدبلوماسيّة الفرنسيّة مطلوبة للتنسيق والتعاون مع الدبلوماسيّة الخليجيّة لتسجيل نقاط تفوّق بملفّين: النووي الإيراني، والتسوية في اليمن.

وتقول شخصيّة دبلوماسيّة عربيّة في بيروت «إنّ عاصفة الحزم أنتجَت إعادة الأمل، وهذه عبَّدَت الطريق باتّجاه هدنة إنسانيّة لا بدّ منها، ووُضِع قرار وزراء خارجية دوَل مجلس التعاون موضعَ التنفيذ لجهة إطلاق الحوار في الرياض بحثاً عن خارطة طريق، عن تسوية، عن طائف يمَني».

تضيف: إنّ المرحلة الفاصلة عن قمّة كامب دايفيد، هي لمعالجة الإشكالات، وقد بدأت الأحد المنصرم بلقاءِ القمّة الذي عُقِد في الرياض ما بين العاهل المغربي الملك محمد السادس، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وفي التفاصيل، أنّ الموفد السابق للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر هو دبلوماسي مغربي، وتركت إستقالته تحت وطأة «عاصفة الحزم» تردّدات، وأسهمت بعض وسائل الإعلام في تحميلِه مسؤولية الفشل، الأمر الذي أحدث «خدوشاً بسيطة» في صفحة العلاقات، تمَّ تجاوزها نتيجة المصارحة التي سادت القمّة.

أمّا الإشكاليّة الثانية، فتتطلّب معالجتها حنكة الدبلوماسيّة الفرنسيّة، بالتنسيق والتعاون مع الدبلوماسيتين الأميركيّة والخليجيّة.

يوم الخميس من الأسبوع الماضي اجتمعَ وزراء خارجيّة دوَل مجلس التعاون على مدى ثلاث ساعات في الرياض، وأصدروا بياناً شدّدوا فيه على ضرورة أن تشهدَ الرياض أيّ مفاوضات محتملة لتسوية النزاع اليمني. ورفضَ المجتمعون دعوات طهران تنظيمَ «مباحثات دوليّة» خارج السعوديّة.

وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزيّاني «أنّ الوزراء أكّدوا دعمَهم للجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة الشرعيّة للجمهورية اليمنيّة لعقدِ مؤتمر تحت مظلّة الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض تحضره جميع الأطراف اليمنية المساندة للشرعيّة، وأمن اليمن واستقراره».

وتبيّنَ أنّ الولايات المتّحدة مع حوار يضمّ الجميع، وتحت رعاية أمميّة، والدليل أنّ مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب ليزا موناكو استقبلَت يوم الأحد مبعوث الأمم المتّحدة الجديد لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وأكّدت له «أهمّية مشاركة كلّ الأطراف في المفاوضات لتسوية الصراع في اليمن». وأكّدت موناكو «دعمَ بلادها للحوار السِلمي تحت رعاية أمميّة وللمبعوث الأممي الجديد ولد الشيخ أحمد»، مشيرةً إلى «حاجة اليمن إلى عملية انتقالية سياسيّة شاملة تضمن مشاركة جميع الأطراف المعنيّة بالمستقبل».

وتأكيداً على ذلك أصدرَت المتحدثة باسم مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض برناديت ميهان بياناً رسميّاً جاء فيه «أنّ السيّدة موناكو عرضَت دعم الولايات المتحدة القوي لجهود ولد الشيخ أحمد»، وأشارت إلى «أنّ هذا التحَوّل سوف يَسمح لليمنيين استئنافَ عمليّة انتقاليّة سياسيّة شاملة، والتركيز على مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربيّة».

بدوره أعلنَ وزير الخارجية جون كيري يوم السبت الماضي من سيرلانكا: «إنّنا نعمل بجدّ لترتيب عملية تفاوض عبر الأمم المتّحدة تتيح جمعَ الأطراف معاً».

وما بين مفاوضات في الرياض يريدها وزراء خارجيّة دوَل مجلس التعاون بإشراف الدكتور عبد اللطيف الزيّاني وتضمّ «الأطراف اليمنيّة المساندة للشرعيّة، وأمن اليمن واستقراره»، وبين إصرار أميركي على «عمليّة تفاوضيّة عبر الأمم المتحدة، وتحت إشراف إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومشاركة جميع الأطراف» هناك زوايا حادّة لا بدّ من تدويرها، والدبلوماسيّة الفرنسيّة مرحَّب بها لهذه المهمّة، ومن الآن وحتى 13 الجاري موعد قمّة كامب دايفيد، هناك متّسَع من الوقت لوضعِ «التصاميم النهائيّة للهدنة الإنسانيّة، وطاولة الحوار» بحيث تتّسع للجميع… وبعد الرئيس هولاند، يحلّ الوزير كيري ضيفاً على الرياض للمساهمة في تدوير الزوايا، وكسحِ الألغام؟!.