Site icon IMLebanon

نعم للزواج المدني الاختياري

كتبتُ هذا الرأي سابقاً فكان صرخة في واد، لذا أسمح لنفسي بإعادته لعل الصراخ المتكرر يقطع الأوتاد.

إنني على يقين وأنا أكتب هذه الكلمات أن راجمات اللعنات ستنصبّ علي من اصحاب العمائم وحاملي المشاعل، وسأتهم بالكفر والزندقة وقلة الإدراك وعدم التبرير والخروج على أوامر الشريعة وفرائض الكنيسة. وإنني سأتهم بتخريب لبنان المبني على تعانق الهلال والصليب من وقت لآخر، ولا مانع من تحويل الصليب الى سيف مشطوف، والهلال الى منجل، اذا اقتضت الحاجة.. هذا والمؤذن يصرخ والناقوس يقرع.

كذلك سأتهم بنزع مفهوم الله من قلب الإنسان وأدعو للإلحاد وإنهاء دور الشيخ والراهب، وبالتالي أدعو للمعصية والفجور.

ولكن لا يا سادة… كفى.. كفى.. فنحن نصادق على الزواج المدني ونثبته في سجلاتنا ونعترف به شرط أن يتم العقد خارج أراضي لبنان المصوّن المسيّج بهالات الديانات السمحة.

لا أيها السادة… كونوا منسجمين مع أنفسكم.. ارفضوا الزواج المدني بالمطلق ولا تقبلوا به إن تم في قبرص أو سواها والعنوه.. ولكن لا تلعنوه إن هو تم في لبنان، وتوافقوا عليه وتلبننوه إن تم في قبرص.. لا لا..

هذا انفصام في الشخصية كما هو في احتيالات النسبية والاورثوذوكسية وقانون الستين والدوائر المصغرة والمكبرة ومن هو رئيس الجمهورية المخلص المقدام… نطالب بدساتيرنا الممهورة بعفن الدستور الفرنسي القديم بإلغاء الطائفية السياسية وكلنا يعلم أن مقاعد نوابنا في البرلمان مكرّسة حسب الطوائف والمذاهب، ولا مانع من إضافة قومية، فالأرمن في برلماننا الطائفي قومية وليسوا طائفة.. أوليس لكل قاعدة شواذ؟.

إنني مسلم منسجم مع نفسي، تزوجت وتزوج أولادي ضمن قوانين الشريعة الإسلامية وذلك لم يسبب لي ولا لأولادي اية عقدة نفسية ولا ازدواجية في الشخصية.

إنني مسلم وفخور بإسلامي ولكن ذلك لا يسمح لي أن أفرض على سواي ما يجب أن يكون، فإرادة الإنسان عندي مقدسة وهي فوق كل اعتبار، وكما ذكر القرآن الكريم (لا إكراه في الدين… من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر… فذكّر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) كذلك طلب السيد المسيح من أتباعه أن يحبوا أعداءهم، إذ قال «أحبوا أعداءكم»، وأنا أعلم أن الزواج المسيحي سرّ كنسي… نعم أنا أعلم ذلك وأحترم…

ولكن، قبلنا في هذا البلد وجود ثماني عشرة طائفة وسجلناها فماذا يمنع أن نعترف بوجود طائفة مدنية، إذ أننا نقبل بها ضمناً ونرفضها علناً؟. أعطوا فرصة للآخرين عساهم يهتدون.. جادلوهم بالتي أحسن.. لا ترفضوهم عبثاً، فهم لبنانيون مثلكم ولو افترضنا انهم ضلوا الطريق فعليكم ان تنيروها لهم لا أن تقطعوا رؤوسهم.

وأخيراً قبل المسيحيون المسلمين كما هم بقوانينهم وشعائرهم.. والعكس صحيح. لذا، ماذا يمنع المسيحيين والمسلمين قبول من لم يصلوا بعد الى مرحلة الإيمان؟.

ولكي تزداد اللعنة لعنة أخرى أتوجه إلى حواء الطامعة المحقة بحصة في البرلمان ولكن بدون جهد… لماذا لا تجاهدي لإعطاء المرأة اللبنانية حق إعطاء الجنسية لأولادها…

ما بتحرز هالقصة حرق كم دولاب؟