Site icon IMLebanon

نعم… الناس يعرفون ويميّزون

يتصرّف الرئيس سعد الحريري بمسؤولية عالية حتى ولو أدّى تصرّفه أحياناً الى أضرار آنية تلحق به شخصياً… فالرجل، على خطى الوالد الشهيد في ممارسة السياسة، يقدّم دائماً المصلحة الوطنية العليا على المصالح الذاتية.

ومع أنّ سعد الحريري يعرف، بالوقائع والإثباتات والتفاصيل، أنّ بعض مساعيه من شأنه أن يخدم البعض، فإنّ هذا البعض يمعن في الإساءة الى لبنان ويستمر في مواقفه التي ألحقت أضراراً فادحة بمصالح البلاد والعباد.

وكي لا يبقى الكلام في العموميات لا بدّ من الإشارة الى أنّ رئيس مجلس الوزراء قام في المرحلة الأخيرة حتى يوم أمس بالذات، بمبادرتين مهمتين احداهما في الولايات المتحدة الأميركية والثانية في الكويت… وكانت النتيجة أنّه جوبه بالعقوق من قِبَل مَن كان يفترض فيهم أن يقدّروا دوره وأهميّة مساعيه.

في الولايات المتحدة الأميركية حمل الرئيس الحريري معه الهم اللبناني جرّاء ما يتجه الجانب الاميركي الى اتخاذه من عقوبات وتدابير رداً على تصرفات “حزب الله” الموصوف من المجتمع الدولي والعربي، وبالذات من الولايات المتحدة الاميركية، بأنّه حزب إرهابي يجب وقفه عن مواصلة الممارسات الإرهابية.

كانت حملة أقاموها ولم يقعدوها، وتناوب فريق الذين يتلقون التعليمات وينفذونها بأمانة مشهودة لهم حيناً وبزيادات وبهورات حيناً آخر، إنطلاقاً من أنّ رئيس الحكومة اللبناني لم يقاطع حاكم العالم الأوحد، رئيس أميركا دونالد ترامب، ولم يلقنه درساً خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه في البيت الأبيض…

ولكن أحداً من هؤلاء لم يكلف خاطره ليبحث عمّا دار في اللقاء المغلق بين الحريري وترامب، وبينه وبين سائر المسؤولين في الإدارة الاميركية وفي “المجلسين”: الشيوخ والنواب.

وأمس بالذات اقتضت تصرّفات “حزب الله” من الحريري أن يتوجّه الى الكويت ليحاول أن يمحو آثار فعلة “حزب الله” من خلال “خلية العبدلي” التي تكشفت تفاصيلها الارهابية باعتراف الدزينة من المعتقلين الكويتيين الذين أدلوا باعترافات كاملة حول دور الحزب في التدريب والتوجيه والتخطيط لعمليات إرهابية في الكويت، هذا البلد الشقيق الذي له أيادٍ بيض على لبنان طوال تاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين.

وبدلاً من أن يأتي ردّ الحزب بالرجوع عن هذه الممارسات الضارة جداً بلبنان ربما قبل وأكثر مما هي ضارة بالكويت، عمد أمينه العام سماحة السيّد حسن نصرالله الى إبلاغ العالم أجمع بأنّه ممعن في تصرفاته، ومصرّ على تورّطه (… وضمناً توريط لبنان) بالإنخراط في الحرب السورية وفي المزيد من النشاطات التي ليس لها سوى مردود واحد: السلبية على لبنان.

ومع إدراك الرئيس سعد الحريري إدراكاً تاماً لهذا الواقع فهو يصر على مواصلة تحمّل مسؤوليته الوطنية كاملة لأنّ الناس أصناف، ويعنينا منهم في هذا السياق صنفان بالذات: هناك مَن يعمّر… وهناك مَن يدمّر، وليس صحيحاً أنّ اللبنانيين عموماً، وأهل السُنّة خصوصاً لا يميّزون!

عوني الكعكي