IMLebanon

نعم… تألفت الحكومة ولكن…

 

أعود وأكرّر الحمد الله أنّ الحكومة شكلت، وأكرّر الشكر لأننا كنا أمام ثلاثة إحتمالات:

 

1- البقاء على وضعنا أي حكومة مستقيلة تصرّف الأعمال بالحد الضيّق للكلمة أي لا يمكنها أن تجتمع أو تأخذ قرارات.

 

2- أن يعتذر الرئيس المكلف وأظن، أنّ هذا هو أسوأ خيار لأنّ وجوده في الحكم يعطي الأمل بإمكان إعادة بناء لبنان، وأنّ وجه لبنان الحضاري والإنمائي لا يزال موجوداً وقائماً، وأهم من هذا وذاك أن لا تترك الساحة للقوى الإلهية لتأخذ لبنان في مشاريع إلهية يمكن أن تقضي على البقيّة المتبقية منه.

 

3- الإحتمال الثالث تشكيل حكومة بمَن حضر.

 

وهنا لا بد من بعض الملاحظات: مثلاً أن يكون لطرابلس ثلاثة وزراء، وللأسف اثنان منهم ينتمون الى الذين خاضوا الانتخابات ضدّه الذين ينتظرون أن يوافيهم الحظ ليعودوا الى حلمهم حلم السلطة أو الكرسي وهذا حقهم.

 

كذلك أيضاً عدم تمثيل عكار والضنية وهذا غير مقبول.

 

أما بالنسبة لزعيم طرابلس النائب والوزير السابق ابو العبد كبارة فالوعود التي أعطيت له بأنّ ابنه سيكون وزيراً لم تتحقق.

 

على كل حال، ليس بالإمكان أفضل مما كان.

 

من ناحية ثانية وطوال الأشهر المقبلة ستوجّه الانتقادات الى الحكومة، وهي بدأت حتى قبل أن تباشر العمل وأثناء العمل… وهذا طبيعي في لبنان وفي أي نظام ديموقراطي، حيث اعتاد الشعب أن ينتقد كل شيء… والأنكى كما حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة أي بعد انتظار 8 سنوات من النقد والإعتراضات والتجريح والشائعات والصفقات والفساد ووزارة خاصة للفساد جاءت نتائج الانتخابات كما قبلها باستثناء تغييرات طفيفة… وهذه عجيبة غريبة، فالأبناء حلوا محل آبائهم وحتى الأحفاد أيضاً فلم يتغيّر شيء… وهذا يعطي انطباعاً بأنّ إرادة الشعب في التغيير والإصلاح هي في الحقيقة مجرّد كلام شعر ليس قابلاً للتنفيذ… ولنا تجربة في لبنان مع الشعارات التي ترفع منذ العام 1943، إلى يومنا هذا: الأشخاص أنفسهم والزعماء أنفسهم والعائلات ذاتها.

 

في النهاية لا أريد أن أكون متشائماً خصوصاً أنّ احتمالات أن تتحسّن الحال كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

 

1- من الطبيعي جداً أن يكون هناك حكومة، ومن غير الطبيعي ألاّ تكون حكومة.

 

2- أمامنا مؤتمر «سادر» الذي يعول عليه الرئيس الحريري آمالاً كبيرة إذ يمكن الحصول على 11 ملياراً وأكثر من فرنسا والبلدان المشاركة في مؤتمر سادر بشكل قروض ميسّرة بفوائد بسيطة ومقبولة.

 

3- أهم ما في «سادر» هو الإصلاح والمراقبة، ولأوّل مرة في تاريخ لبنان لن يكون باستطاعة أي مرتشٍ أو فاسد أن يحصل على عمولات… أي أنّ الأمور ستكون شفافة.

 

4- توفير فرص عمل لأوّل مرة بحجم 90 ألف فرصة، وكم هي الحاجة في لبنان الى مثل هذه الفرص.

 

أخيراً، نتمنى من كل قلبنا النجاح لهذه الحكومة لأنّ البديل كارثة على البلاد والعباد.

 

عوني الكعكي