جميع الاحزاب والتيارات المنضوية تحت يافطة «8 آذار» تتمنى ان تكبر المشاكل، والعوائق في لبنان، ويقع المحظور بدخول البلاد في نفق الفراغ، حتى يصبح ممكناً ومقبولاً طرح الذهاب الى مؤتمر تأسيسي طائفي ومذهبي، تعدل فيه بعض مواد الدستور، وتنسف فيه الاسس الطائفية والمذهبية القائمة حالياً، لتصبح اكثر طائفية ومذهبية، ويصحح وضع الطائفة الشيعية التي يقال انها ظلمت في اتفاق الطائف.
اكثرية المسيحيين والمسلمين السنة، والموحدين الدروز ضد هذا الطرح، ولكنهم لم يقدموا مشروعاً بديلاً يقوم على مبدأ القبول بمؤتمر تأسيسي ثوري، يهدف الى اخراج لبنان من شرنقة الطائفية والمذهبية الى رحاب النظام المدني الكامل في الدستور والقوانين، لان ترقيع النظام الطائفي الحالي لم يعد ممكناً في ظل الواقع القائم منذ العام 1990.
المطلوب مؤتمر تأسيسي لتحرير المواطن اللبناني من سلطة وتسلط زعماء المذاهب والطوائف، ورجال الدين الملتزمين بمواقفهم وسياساتهم، وتحرير الدولة من الفساد والفاسدين والمفسدين، وتحرير المواطنين من السلاح غير الشرعي ومن قبضايات التهريب والمخدرات والسرقات والقتل العشوائي وغير العشوائي، وتحرير لبنان من الذين يقدمون مصلحة الخارج على مصلحة وطنهم، وتحرير اللبنانيين من مكدسي الثروات على حساب تعبهم وعرقهم وكرامتهم، والاهم وقبل كل شيء، مطلوب مؤتمر تأسيسي لتحرير لبنان واللبنانيين من ملايين الاجانب الذين يدمرون الحياة الاجتماعية، ومصالح المواطنين، ومصادر رزقهم، وبناهم التحتية، ويعتدون على الآمنين، ولا يخفون كرههم للذين فتحوا ابوابهم وبيوتهم لاستقبالهم.
اللبنانيون من جميع الطوائف الذين ينادون بلبنان اولاً، يريدون مؤتمراً تأسيسياً سريعاً، يقوم بهذه الانجازات التي تسمح بلم شمل العائلات اللبنانية المقيمة والمهاجرة، والخطوات الحالية التي تقوم بها الدولة والمنظمات الاهلية حيال اهلنا المنتشرين، لن تأخذ مداها في التحقيق والنجاح، طالما ان الوضع الداخلي اللبناني بهذا السوء غير المحدود، فالمغترب اللبناني لا يمكن ان يأتي ويعيدها، طالما ان «الشبيحة» يبدأون بابتزازه لحظة هبوط طائرته، وصولاً الى الفندق والمطعم، والدكان، والدوائر الرسمية، ناهيك عن النفايات وفوضى السلاح، وعجقة السير.
***
لا أمل باصلاح وتغيير، طالما ان الامراض المزمنة، تعوق حركة الحياة الطبيعية للانسان في لبنان، وقد اثبتت التجارب حتى الآن، ان الطبقة السياسية الحاكمة، التي ترافق المواطن اللبناني حول ولادته حتى مماته، لا مجال لازاحتها بالطرق السهلة، في حين انها تتحكم هي بالطرق الصعبة،، مثل التشريع، والقضاء، والاحكام الرادعة، والقوانين العادلة، وهي على استعداد دائم لتحريك الشارع باسم الدين ساعة تشاء او «بالبلطجة» والتخريب.
نظرة سوداء؟ نعم، لكنها الحقيقة.