كثر الحديث والتحليلات حول الزيارة التي قام بها دولة الرئيس سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية.
البعض يقول إنّ المملكة استدعت الرئيس الحريري والبعض الآخر يقول إنّ الزيارة كانت مقرّرة مسبقاً.
يا جماعة، الرئيس سعد الحريري عندما يذهب الى المملكة العربية السعودية فإنّه يذهب الى أهله وإلى بيته.
لا يمكن للرئيس الحريري إلاّ أن يقدّر العطاءات التي قدمتها المملكة له وللشهيد الرئيس رفيق الحريري… ولولا السعودية لما كان الشهيد الرئيس كما كان… ولولا السعودية… ولولا تكليف المغفور له الملك فهد يوم عيّنه مبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين لم يكن رفيق الحريري ليُعرف.
من ناحية ثانية، الرئيس سعد الحريري يؤمن ويعتقد بأنّ المملكة هي البلد الأوّل في دعم لبنان ليس من اليوم بل منذ «مؤتمر الرياض» في بداية الحرب أي منذ العام 1975 يوم تشكلت «قوات الردع العربية» التي أصبحت بذكاء الرئيس حافظ الأسد قوات سورية، ثم «مؤتمر الطائف» الذي لولاه لما وصلنا الى الوفاق الوطني الذي أنهى الحرب الأهلية وأعاد الأمل بإعادة تكوين البلد بعد الإنهيار الذي حصل بسبب تلك الحرب المجنونة.
اليوم نعيش في ظل «اتفاق الطائف»، وأصبح عندنا رئيس لأوّل مرة صُنع في لبنان، وشُكلت حكومة طبيعية من جميع الأطياف في إطار «ربط النزاع» مع «حزب الله».
أهم دولة بالعالم بالنسبة للبنان هي المملكة العربية السعودية خصوصاً أنّ 500 ألف مواطن لبناني يعيشون ويعملون فيها ويحوّلون 4 مليارات دولار أميركي سنوياً.
لا أريد أن أذكر أفضال المملكة على لبنان ولكن كل لبناني أصيل لا يتنكّر للجميل خصوصاً أنّ المملكة لم تطلب من لبنان أي شيء… المملكة كانت دائماً تعطي من دون أن تأخذ، وهذا غير موجود في عالمنا، وهنا أريد أن أذكر فقط مثلاً واحداً بالرغم من انني لا أسمح لنفسي أن أقارن بين الخير وبين الشر، ولكن لا بد من أن أذكّر في بعض الأمور لكي أبيّـن الفرق بين المملكة العربية السعودية وما تقدّمه الى كل الشعب اللبناني وبين غيرها، ذلك أنّ المملكة لم تقل في يوم من الأيام إنّها تسيطر على أي دولة في العالم.
بينما إيران وعلى لسان القيادات فيها ابتداءً من آية الله خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية وغيره من القيادات يقول «إنّنا نسيطر على 4 عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء والقرار في تلك الدول لنا».
صحيح أنّ إيران دعمت «حزب الله» بالسلاح والمال وهي تدفع له منذ عام 1982 وليومنا هذا ملياراً للرواتب وملياراً للسلاح سنوياً، ولكن ماذا يقول السيّد حسن نصرالله الأمين العام لـ»حزب الله»؟ يقول إنّه جندي في ولاية الفقيه وانّ مرجعيته هي آية الله الخامنئي وانّ اللواء قاسم سليماني هو صاحب القرار في «حزب الله».
والسؤال الآن هو: هل يقول الرئيس سعد الحريري ما يقوله السيّد حسن نصرالله؟!.
عوني الكعكي