Site icon IMLebanon

مدهش أنتَ يا علي!

 

يحمل جميع السفراء المعتمدين في لبنان صفة “سفير دولة” باستثتاء سفير واحد وهو علي عبد الكريم علي، فهو سفير لنظام، أقلّه منذ بداية الثورة السورية العام 2011، وقد يكون علي السفير الوحيد غير المرحب به في السراي الحكومي، كما أن الشبهات حول ضلوع سفارته في اختطاف الوزير البعثي السابق شبلي العيسمي من أمام منزله في عاليه لا تزال قائمة.

 

لا كاريسما تميز علي عن أقرانه، ولا حنكة، ولا موهبة ديبلوماسية فذة ولا تجربة غنية يعتد بها. يكرر علي في الإعلام المفردات كما يتلقنها كأي محرر في وكالة سانا بلغة عربية مملة وغير قابلة للصرف كمثل قوله في حديث إلى “سبوتنيك”إن “سوريا حريصة على عودة أبنائها اللاجئين، إلى ديارهم للمساهمة في إعادة إعمار البلاد” مستشهداً بـ”القرارات والتعاميم التي تصدر والإجراءات التي تتخذ سواء بمراسيم العفو أو تسهيل المخارج للمطلوبين والاحتياطيين” كلها تسهيلات يتعامل معها اللاجئون بمهل وتريّث وحبذا لو يذهب إليهم السفير علي لمرة ويشرح لهم كم أن النظام يحبهم وكم يؤرقه وجود 5 ملايين سوري في مخيمات الذل. وبتحليل أقل ما يُقال فيه أنه سطحي إتهم صاحب السعادة الطافحة من خديه، أميركا وإسرائيل واوروبا وتركيا بعدم رغبتهم بعودة السوريين لأن هذه الدول تعتبر “أن الدولة السورية ستقطف بذلك ثمار الصمود والانتصارات”. علماً أن واحداً من أهداف أردوغان في الهجوم على شمال سوريا إعادة اللاجئين ولو بالقوة بعد السيطرة على حزام أمني بعمق 30 كيلومتراً.

 

وبخلاف الصورة المشوّهة عنه، بدا سفير النظام السوري، في “دردشته” مع “الأخبار” يوم السبت من أشد الديبلوماسيين إشعاعاً وأكتفي بالتوقف عند نقطتين مضيئتين:

 

الأولى: إتهم علي النظام التركي بالإشتراك مع القطريين والسعوديين بأمر من الأميركيين، بضرب “النموذج الأجمل في العالم للحياة الواحدة، التي كانت قائمة بين أبناء الشعب السوري على اختلاف مكوّناتهم، وواحة مستقرة اقتصادياً، لا ينام فيها سوري واحد جائعاً ولا يموت فيها مواطن على باب مستشفى” ما يعني أن أميركا البشعة الغيورة من “النموذج الأجمل” خربت مع أدواتها “واحة” الحق والخير والجمال والإزدهار…والحريات ضمناً.

 

الثانية: ردّ علي عما يحكى عن زيارة مرتقبة للرئيس عون أو الوزير باسيل إلى سوريا، فقال ودمع العين يسبقه: “نحن نرحّب بالأشقاء وبأي مراجعة مسؤولة، لكنّ هذا الأمر يعنيكم أنتم (كلبنانيين)، نحن مشغولون باستثمار الإنجازات التي تحقّقت لاستعادة القوّة السورية بالرؤية التي يعمل عليها الرئيس بشار الأسد”. قلت استثمار الإنجازات؟ مدهش أنت يا علي! وضيعان كل الكلام عن الحضن والإحتضان والحضانة.